+A
A-

الجاهزية الرقمية للبحرين مكَّنتها من تجاوز تداعيات الجائحة

انطلقت (صباح اليوم الثلاثاء) أعمال مؤتمر "البحرين الافتراضية" الذي يقام عن بعد تحت رعاية السيد محمد علي القائد الرئيس التنفيذي لهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية، بتنظيم من شركة وورك سمارت لإدارة الفعاليات وجمعية البحرين لشركات التكنولوجيا "بِتِك"، وسط مشاركة أكثر من 500 من الخبراء والتقنيين والمهتمين، ونخبة من المتحدثين من داخل وخارج البحرين.

وقال القائد في كلمه له خلال افتتاح المؤتمر أن مملكة البحرين وصلت إلى مرحلة متقدمة في رحلة التحول الرقمي في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات الذي يُعد أحد ركائز عملية التنمية التي تشهدها المملكة، مؤكداً في ذات الصدد على أن استجابتها المباشرة لجائحة كورونا تعكس الجهود الوطنية المبذولة لمواجهة انعكاسات فيروس كورونا (كوفيد-19) والحد من تداعياتها، وتأتي في إطار تفعيل الإطار الاستراتيجي للحكومة الإلكترونية والبنية التحتية القوية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في البلاد، مشيراً إلى أن مبادرات التحول الرقمي مكنت المواطنين والمقيمين والشركات من الوصول إلى مجموعة واسعة من الخدمات الإلكترونية الأساسية بكل يسير وسهولة، ما وفر أرضية مواتية لوضع وتنفيذ المزيد من خطط التحول الرقمي بوتيرة متسارعة.

وأضاف القائد أن هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية تعمل بالتعاون مع مختلف الوزارات والهيئات الحكومية والقطاع الخاص بالمملكة على تحقيق أهداف التحول الرقمي في البحرين، وأكد القائد على أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص في النهوض بـ "الأجندة الرقمية لمملكة البحرين".

وتابع: "لقد عملنا بشكل جماعي وتمكنا من تحقيق نتائج ملموسة في فترة زمنية قصيرة"، موضحا أن أبرز الإنجازات الأخيرة خلال الجائحة تتمثل في إطلاق تطبيق مجتمع واعي، وتحسين ورقمنة معظم الخدمات العامة بما في ذلك خدمات المحاكم والقضايا وخدمات بطاقة الهوية ، وتعزيز الاتصال والبنية التحتية السحابية لتمكين وصول أكبر إلى بوابة Edunet للتعليم الإلكتروني لمساعدة الطلاب على مواصلة دراساتهم افتراضيًا، وتعزيز مرافق الصحة الإلكترونية بما يتيح للمواطنين والمقيمين الاستفادة من الخدمات عن بعد، إضافة إلى تسريع تبني التجارة الإلكترونية والخدمات المصرفية الرقمية، وكل ذلك يصب في تحول مملكة البحرين إلى اقتصاد المعرفة على النحو المبين في الرؤية الاقتصادية للبحرين 2030.

وأوضح أن هذا التجمع التقني شأنه أن يبرز الإنجازات الوطنية والإقليمية في ظل الوضع الراهن، معرباً عن شكره وتقديره للقائمين على تنظيم هذه الفعالية وعلى رأسهم شركة وورك سمارت لإدارة الفعاليات وجمعية البحرين لشركات التكنولوجيا "بِتِك".

الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لدى البحرين السيد ستيفانو بيتيناتو أكد من جانبه أن الجاهزية البحرينية في مجال البنية التحتية للانترنت والاتصال مكَّنت الجميع من مؤسسات ومواطنين ليس من مواصلة حياتهم بشكل طبعيي في ظل جائحة كوفيد-19 فقط، بل من الانتقال بسرعة نحو أداء الأعمال عن بعد مع الحفاظ على الإنتاجية والفعالية وتلقي الخدمات الحكومية والخاصة.

وأشار إلى أن البحرين نجحت إلى حد كبير في جهودها نحو التحول الرقمي وبناء اقتصاد المعرفة والاستثمار الجيد في تقنيات متقدمة مثل الذكاء الصناعي وغيرها، وهذا أسهم إلى حد كبير في دعم النمو وعدم تأثر فرص العمل سلبا، وبما يصب في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

بدوره قال محمد زايد، أحد كبار المسؤولين في مايكروسوفت الشرق الأوسط، إن قرارات التحول الرقمي التي كانت في يوم من الأيام علامات للتقدم والميزة التنافسية أصبحت فجأة تحولًا إلزاميًا مطلوبًا لاستمرارية الأعمال، كما أصبحت خطط وتوقعات الطوارئ وأسوأ السيناريوهات المحتملة شيء أساسي في حسابات واستراتيجيات كل مؤسسة، وأصبح العمل من المنزل عن بعد ممارسة أساسية مطلوبة وليست اختيارية.

وتحدث زايد خلال مشاركته في المؤتمر عن أهم التوجهات الرقمية خلال المرحلة القادمة، وهي البيئات الافتراضية والهجينة في المكاتب والمدارس والمؤتمرات والمحاكم والبرلمانات والبنوك، والحكومة الرقمية التي تعمل على مدار الساعة، والتعليم الإلكتروني عن بعد، والبيع بالتجزئة عبر الانترنت، واستشارات الصحة الرقمية عن بعد والتشخيص الذاتي، ومراكز الاتصال الرقمية غير المركزية.

ولفت إلى أثر جائحة كوفيد-19 على إعادة هيكلة المؤسسات وإعادة تعريف قوانين الوظائف، وتسريع الاعتماد على التعليم الإلكتروني، وتبنى نهج العمل عن بعد، وزيادة الاعتماد على الخدمات السحابية، وتبني توجهات التحول نحو التقنيات الرقمية.

إلى ذلك أكد عبيدلي العبيدلي رئيس جمعية البحرين لشركات التقنية أن الجهود التي بذلتها الحكومة الإلكترونية على مدى العشرين عاما الماضية أسهمت في وضع البحرين بمصاف الدول المتقدمة رقميا، وأضاف أن هذا الأمر ظهر واضحا خلال جائحة كوفيد-19، حيث استمرت الأعمال والحياة العامة دون أن تعاني من تعطل يذكر.

واعتبر العبيدلي أن الجائحة التي أسهمت في تغيير أداء الأعمال والتعليم والتجارة وغيرها أفرزت العديد من الممارسات التي يجب تقييمها وتكريسها والاستفادة منها في تسريع الأداء وتسهيل الأعمال ودعم جهود التحول الرقمي ما بعد الجائحة.

عقب ذلك واصل مؤتمر "البحرين الافتراضية" أعماله بعقد عدة جلسات ناقشت التحول الرقمي في الحكومات الإلكترونية، والتعليم الإلكتروني، وتحدث خلالها عدد نخبة من الخبراء من بينهم وزير التنمية الإدارية الأسبق في مصر السيد الدكتور أحمد درويش، وسعادة عهود شهيل مدير عام حكومة عجمان الرقمية، والدكتور فادي العلول أستاذ ورئيس قسم علوم وهندسة الحاسوب في الجامعة الأمريكية بالشارقة، والدكتور جيف زابودسكي المدير التنفيذي لجامعة بوليتكنك البحرين وغيرهم. ويختتم المؤتمر أعماله غدا بمناقشة عدد من المواضيع ذات الصلة ونخبة من المتحدثين من داخل وخارج البحرين.