العدد 4357
الجمعة 18 سبتمبر 2020
banner
د. جاسم حاجي
د. جاسم حاجي
ما مدى نجاح الروبوتات؟
الجمعة 18 سبتمبر 2020

مع ازدياد التطور والابتكار أصبح الإنسان يصنع ما قد ينعكس سلباً عليه، حيث إن الروبوتات بدأت تهدد وظائفه التي أفنى حياته من أجلها، وهناك عدة وظائف دخلت بها الروبوتات وبدأت تجتاح الكائن البشري، لكن ما مدى نجاح هذه الروبوتات؟ هل ستتحقق قصص أفلام الخيال عندما ينمو الروبوت ويخرج عن سيطرة الإنسان ويثير المشاكل؟ ما مدى جدية الاستفادة والاعتماد على الروبوتات؟

اسأل أي عدد من الشركات المصنعة متى ستحل الروبوتات محل العاملين البشريين، وستحصل على نفس الإجابة: إن تكلفة بناء وصيانة منشأة آلية بالكامل باهظة، ومحفوفة بالمخاطر، ولن يحدث إلا بعد وقت طويل. لكن الروبوتات التعاونية تثبت أن المستقبل وصل، وأنها ليست ما صورتها الأفلام الخيالية، لن يمر وقت طويل قبل أن تصبح المصانع المستقلة بالكامل هي القاعدة، ما يخلق فرصًا جديدة في السوق.

وتتلاقى مجموعة من التقنيات الناشئة بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، وأجهزة الاستشعار الذكية، وأنظمة الإحساس والتفادي، والمفاصل الروبوتية المفصلية بطرق جديدة مثيرة للاهتمام، والنتيجة هي شبكة متصلة من الآلات التي تعمل معاً، تماماً كما نفعل نحن البشر، فبدلاً من روبوت واحد يقوم بتنفيذ جميع خطوات العملية، العديد من الأجهزة المختلفة تتفوق كل منها في مهمة واحدة أو بضعة مهمات تتواصل مع برامج الروبوت الأخرى لبدء الجزء التالي من العمل، وهذا لا يختلف عن سير العمل في مصنع كثيف العمالة، لكن هناك اختلاف رئيسي: ستعمل الروبوتات على مدار الساعة، دون انقطاع، في ظروف سيئة، وبدون أجر.

تتخذ “Sewbo”، ومقرها حاليا في سياتل، نهجا مختلفا، فبدلاً من اختراع فرق روبوت متخصصة لتصنيع الملابس، توصلت شركة Sewbo إلى عملية تضيف فيها مادة تصلب الأقمشة قبل الخياطة، ما يحول المواد ليجعلها تصبح وكأنها طبقة رقيقة من البلاستيك الصلب. وتقوم الروبوتات بخياطة الملابس الصلبة، ثم غسلها وإعادتها إلى نسيجها الطبيعي. إن انخفاض كلفة أجهزة الاستشعار والمكونات، والتقدم السريع في مجالات أخرى، سوف يعني الكثير من الفرص الأخرى.

ويحذر البعض من أن المصانع المؤتمتة بالكامل ستلغي العديد من الوظائف الصناعية، وستزيد البطالة. لكن التكنولوجيا دائماً ما كانت تأخذ الوظائف التي كان البشر فقط قادرين على تأديتها كما أجبرت التكنولوجيا على خلق فرص عمل جديدة لتلبية متطلبات المجتمع المتغيرة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .