العدد 4358
السبت 19 سبتمبر 2020
banner
كلكم راع
السبت 19 سبتمبر 2020

كما ذكرت سابقًا، أنا أتجنب إقحام نفسي في السياسة وما أدراك ما السياسة، ومن يود أن يخوض أو يغوص في هذا البحر، عليه تحمل تبعاته.

لقد تابع العالم الحدث الأهم وهو حفل توقيع اتفاقية السلام بين دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة إسرائيل من جهة، ومملكة البحرين ودولة إسرائيل من جهة أخرى، والحقيقة أنني لاحظت وتابعت وجهات النظر، ولكن ما هو أهم هو احترامنا القرار السياسي والسيادي الذي اتخذته الدولة بقيادة جلالة الملك حفظه الله ورعاه، والذي بلا شك موضع تقدير، فالعالم يمر بمستجدات ومنعطفات خطيرة في كل يوم و”الله يكون في عون قيادتنا”، إذ كما ترون أن الأوضاع غير مستقرة في دول كثيرة ومن حق أية دولة أن ترى أين تكمن مصلحتها ومصلحة أمتها، ولا يستطيع أحد أن ينكر موقف المملكة المؤيد والمناصر للقضية الفلسطينية، والكل يعلم كم عملت وضحت من أجلها ومن أجل شعبها.

عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ)... فمسؤولية الأمير التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في قوله (فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) أن يكون الأمير أو الحاكم أو الإمام مسؤولا عن من هم تحت ولايته، ويتحقق ذلك بإقامة العدل فيهم والحرص على مصالحهم... ونحن نؤكد هنا بأن جلالة الملك حفظه الله ورعاه هو أشد حرصا على مصلحتنا أكثر من أي شخص آخر، وثقتنا كبيرة بأن هذه الخطوة الجريئة ستجني ثمارها البحرين من الناحية الأمنية والاقتصادية والبيئية والتكنولوجية والسياحية والاستثمارية وغيرها.

إن الرؤية الثاقبة لجلالته ستظل خالدة في ذاكرة الأجيال القادمة، حيث عقـد جلالته العزم على المضي قدمًا في طريق المساهمة الفعالة في حل هذا الصراع الطويل والمعقد بما يضمن الحفاظ على المصالح العليا للمملكة، حاملاً جلالته رسالة سامية تقوم على الانفتاح على كل دول العالم وبناء علاقات متوازنة لتحقيق الأمن والسلام وترسيخ قيم التسامح والاستقرار والتنمية ومكافحة الكراهية والتمييز وإغلاق الأبواب أمام الجماعات المتطرفة الإرهابية الكارهة للسـلام والأمن لوطننا الغالي.

سائلين الله عز وجل أن يحفظ جلالة الملك ويوفقه ويرعاه ويسدد على طريق الخير خطاه لمواصلة قيادة مســـيرتنا المباركة لتحقيق المزيد من النجاحات والإنجازات لكل ما فيه خير وتقدم وأمن الوطن والمواطنين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية