+A
A-

الفنان المصري بهاء عامر.. أوّل ما أدركته منذ الطفولة هو عملية الإبداع

كاتبته قائلا: بهاء يا صديقي ( أعد لكتاب جديد ضمن مشروعي المجنون/ محاورة فنانين عرب، زي ما أنت عارف.. الخ سأكون سعيدا لو تتكرم وتمون معي، الأسئلة ستصلك عبر الإيميل أو أية وسيلة تراها مناسبة.

رد قائلا يا عباس ما زلت في بالي دائما وبفتكرك حكاياتك عن الفن بعد منتصف الليل في الفندق/يسعدني أن أكون معك/ التقيته في العقبة ضمن مشاركتنا في سمبوزيوم آيلة للفنون في العام 2017/ استوقفني شغله المغاير والمميز والمختلف، إمنه يرسم في منطقة ربما تكون وعرة في بلداننا العربية، إنها السريالية، أليس مستغربا أن يذهب شاب موهوب إلى السريالية ويبحث فيها ويترك كل المدارس والأساليب الفنية المنتشرة والمتعارف عليها؟

تحصل بهاء على بكالريوس كلية التربية/ جامعة حلوان 2000 وماجستير في ترميم اللوحات 2011 عضو اتيلييه القاهرة/ عضو جمعية محبي الفنون الجميلة/ أقام عدة معارض خاصة منذ عام 1995 بقصر ثقافة محب زمعرض ( مهر.. بين سماء الليل وارض النهار) في قاعة إبداع للفنون في الزمالك 2018/ له عدد المشاركات في المعارض المحلية والدولية/محاضر  ومدرب ومشرف على ترميم الآثار بمركز البحزث الأمريكي ARCE

ما الذي استقاه بهاء من عمله بوزارة الثقافة؟
للعمل بإدارة موقع ثقافي وهو (قصر ثقافة الإبداع الفني) جانبان أحدهما إيجابي والآخر سلبي، إلاّ أنه في المجمل عمل أقدره وأري ضرورة المشاركة فيه بصورة إيجابية  قدر استطاعتي، أما عن الجانب الإيجابي وهو المشاركة في المشهد الثقافي من منظور يختلف عن المبدع ونطلق عليه بالعامية "من داخل المطبخ" حيث أري ضرورة الإسهام في عملية التطوير الثقافي والفكري والوقوف على أهم المثبطات التي تعيق العملية الإبداعية بتشعبها والتفاعل الجماهيري معها والمساهمة في معالجة ذلك إلى جانب باقي محاور العمل التنظيمي والإداري المكمل لذلك ، أما عن الجانب السلبي وهو أن جزءا من هذا الدّور يأتي على حساب الوقت المخصص لممارستي الفنية في مجال التصوير، إلاّ أنني استطيع حتي الآن الموازنة بين الجانبين.


العمل بمجال الترميم والبحث العلمي لدي مؤسسة اغاخان الثقافية ومركز البحوث الامريكي ARCE
العمل بمجال الترميم والبحث العلمي سواء لدى مؤسسة الأغاخان الثقافية أو مركز البحوث الامريكي ARCE أو غيرها من مراكز البحث العلمي، يعد تحد آخر لعبت الصدفة دور رئيسي فيه في التحاقي بقسم الدّراسات العليا بكلية الآثار لاتمام درجة الماجستير في ترميم اللوحات الزيتية،  فقد استغرق الأمر سنوات عدة من الدّراسة والبحث في تأثير التلف الميكروبيولوجي علي اللوحات وكيفية معالجته إلاّ أنها كانت ضرورية للتعرف عن قرب وبشكل علمي علي تكنولوجيا الخامات والتصوير باختلاف أنواعه وفلسفته لدى الحضارات المختلفة. وبالطبع استفدت كثيرا سيما في  توظيف ذلك في العملية الإبداعية من خلال استخدام طرق ووسائط مختلفة للتصوير إلى جانب الشق الممتع في الترميم،  وهو التعامل عن قرب مع التراث الإنساني وملامسة القطع الفنية والعيش معها والإقامة لوقت ليس قصيرا بالمواقع الأثرية. هذه المعايشة تختلف كثيرا عن الزيارت السياحية  العابرة بالنسبة للأشخاص محبي التراث الإنساني حيث تنشاء علاقة من نوع آخر مع هذا العالم لعل أبرزها في مسيرتي الفنية هو معرضي (عشتار جسد الغواية وجسر الاسطورة) في العام 2015 وجاء بعد مخالطة إيزيس لثلاثة أعوام قمت خلالها بترميم معدلها بالأقصر حيت وقعت في غرامها ورصرت كثير الحديث معها، ورحت أقرأ عنها بالطبع، وصورت أي رسمت خلال المعرض ايزيس  أخري تخصني وتلخص الأسطورة القائلة بأن إيزيس هي عشتار..هي أفروديت.. هي الفكرة المجردة والأولي للإله المؤنث ... فقد أحببت تلك المغامرة كثيرا.


منذ معرضك الاول عام 1995 وحتي الان ماذا تغير بالنسبة لك ؟
بالطبع تغيرت اشياء كثيرة في الأسلوب وطريقة المعالجة والنظرة العامة للأشياء يمكن القول مجازا انه احد أوجه النضج الفني التي يمر بها الفنان خلال مسيرته الإبداعية الا انني اريد بعدا مازال هو المسيطر والذي أجد نفسي منتمي إليه وهو الرؤية الميتافيزيقة في التصوير فقد استمر معي منذ بدايتي بممارسة التصوير مرورا بدايتي الأكاديمية وحتي الان لم أستطع الوقوف علي سبب واضح لتبني هذا المنظور بل أراه جزء مني واظن انه سيستمر معي في المستقبل (مرفق الموقع الإليكتروني رجاء الاطلاع عليه واضافة رأيكم الشخصي .. ليست لدي القدرة الكافية للتعبير عن ذلك كتابتا).


كيف دخلت عالم الفن وهل هو هروبا من الواقع؟
دخلت عالم الفن في سن مبكرة جدا وكان السبب وراء ذلك هو كون أبي وأمي فنانين تشكيليين وأري أنني كنت محظوظا جدا بذلك لعل أول ما أدركته منذ الطفولة هو عملية الإبداع وحضور المعارض الفنية لم أكن ادرك تماما وقتها ما تنطوي عليه تلك الممارسات الفنية إلا أنني أحببت ذلك كثيرا وساعدني أيضا القراءة في الفن بفضل المكتبة الخاصة بوالدي مازلت أذكر حتي الآن. كتاب سيكولوجية الخطوط،  قرأته كثيرا في المرحلة الابتدائية ومازلت أذكر كم كان صعب علي إستيعاب كل ما جاء فيه، قرأته عدة مرات الي أن فهمته لاحقا، ومؤلفات أخري مترجمة لكاندنسكي وبعض الفلاسفة مثل كانت ونيتشه كان لها دور في تشكيل رؤيتي الخاصة في سن مبكرة.