قال استشاري أمراض الأطفال الطبيب إسحاق مبارك إن الأطفال يمتلكون قدرة عجيبة في التشافي من الإصابات التي تتسبب في تلف بعض خلايا المخ كتعرضهم للإصابات أو نقص الأكسجين أثناء الولادة، بما يحد من تأثير تلك الإصابات على نطقهم واستيعابهم.

وذكر في تسجيل مصور له عبر حسابه الخاص على منصة التواصل الاجتماعي "انستغرام" أن دراسة حديثة نشرتها جامعة جورج تاون، تتعلق بالفرق بين مناطق النطق وتركيب الكلام والاستيعاب في الدماغ عند الأطفال والبالغين، أكدت الأطفال أقل تضرراً من البالغين حين تعرض مناطق النطق لديهم لإصابات.

وبين أن الدراسة خلصت إلى أن مناطق اللغة عند الأطفال لا تتركز في الجانب الأيسر فقط، وإنما هي موجودة في الجزأين الأيمن والأيسر من الدماغ.

ولفت إلى أن أول من اكتشف مناطق النطق والكلام في الدماغ هما العالمان بروكا وفيرنيك، حيث أجريا تجاربهما على أدمغة الأشخاص الذين كانوا يعانون من مشاكل في النطق والكلام واستيعاب اللغة، فوجدا أن هناك مشكلة لدى هؤلاء في مناطق معينة في المخ، فاستنتجا أن هذه المناطق هي المسؤولة عن النطق واللغة.

وذكر أن الدراسة استنتجت أن مناطق اللغة والنطق والاستيعاب لدى الإنسان تبدأ بالتقلص تدريجياً من الجزء الأيمن لتتركز في الجزء الأيسر مع تقدمه في العمر.

وأوضح أن مناطق اللغة تكون موزعة بالتساوي تقريباً بين جزأي الدماغ عندما يبلغ الإنسان 4.7 سنوات، ثم تبدأ تتقلص من الجزء الأيمن عند سن 8 سنوات أو 11 سنة، لتتركز بشكل كامل في الجزء الأيسر من الدماغ عند بلوغ الشخص 19 سنة.

وقال إن أبرز ما يستفاد منه في هذه الدراسة هو أنه في حال تعرض الأطفال حين يكونوا أجنة أو عند الولادة بإصابات تتسبب في إتلاف بعض خلايا المخ، يتولى الجانب الآخر من المخ تنمية مناطق اللغة وتكون نسبة الشفاء لديهم أكبر من البالغين الذين يتعرضون لإصابات تؤثر على مناطق النطق لديهم في الجانب الأيسر من الدماغ.

ووجه الطبيب إسحاق مبارك الآباء والأمهات إلى استغلال القدرة العجيبة لدماغ الأطفال في تعليمهم لغة إضافية إلى جانب لغتهم الأم؛ من أجل تحقيق مستقبل أفضل لأبنائهم، إذ إن لدى دماغ الأطفال مساحة كبيرة لتعلم اللغات.