لم تشهد البشرية أناسا سرقوا التاريخ وجبلوا على سرقة كل شيء ونسبه لأنفسهم مثلما فعل العثمانيون بسرقاتهم على مر التاريخ، لكن لن نسكت أبدا على سرقاتهم، وسنكشف حقيقة هذه الأمة السارقة التي لا أصل لها ولا فصل ولا تاريخ مشرف لا للإسلام ولا للإنسانية. وبعد الاحتلال العثماني القذر لأراضي الامبراطورية العربية وتدنيس ترابها الطاهر عام 1517، حاول العثمانيون السيطرة على المنارة الإسلامية العربية “الأزهر الشريف”، فامتلاك العثمانيين للأزهر الشريف يعني امتلاك كل ما يتعلق بالدين من فقه وفتاوى وعلوم شرعية، وبالتالي فإن الفتاوى والفقه والعلوم والدراسات والفكر الشرعي الإسلامي ستكون في خدمة العثمانيين وصعاليكهم، وسيستخدم الدين بالتالي لمصالح هذا الخليط الشعوبي والتطبيل لسلاطينهم الصعاليك وتسويق مآربهم العرقية والسياسية بالمزيد من احتلال الأراضي ونهبها تحت حجة الفتح الإسلامي ونشر الدين.
إلا أن محاولات العثمانيين للسيطرة على الأزهر الشريف، سواء بالترغيب أو الترهيب، وسواء بطريق مباشر أو غير مباشر.. باءت كلها بالفشل والخزي والعار، نظرا لوقوف علماء الأزهر عن بكرة أبيهم ضد هذه المحاولات، فقد كانوا يعلمون عن النية القذرة للعثمانيين للسيطرة على هذا الإرث العربي الإسلامي واستماتتهم لتسخير الأزهر لخدمة سياساتهم ومصالحهم، وبالتالي خسر العثمانيون الغطاء الديني الإسلامي لكل مخططاتهم التي كانوا ينوون تحقيقها. والمضحك بالأمر هو أن العثمانيين فشلوا أيضا في إيجاد ولو عالم عثماني واحد يشار له بالبنان والعلم الشرعي ويكون مرجعا إسلاميا ينافسون فيه منصب شيخ الأزهر بعد أن فقدوا الأمل بالسيطرة على الأزهر، وبالتالي لم يستطيعوا أبدا ومطلقا أن يصنعوا فقيها يقومون بتسويقه للعالم الإسلامي، لأنهم شعب جبل وتربى على السرقات.
لقد سرقوا كل شيء يواجههم أثناء احتلالهم الأراضي العربية، بل إنهم سرقوا الحجر الأسود من مكة، فكيف لا يحاولون سرقة الأزهر وتجييره لصالحهم؟ لكنهم فشلوا أيضا في صنع فقيه عثماني واحد لدولة يقولون إنها دولة الخلافة. وللسرقات بقية.