+A
A-

"ضج الصيادون".. لقد تدمرت "القحوح" و"القراهد"

لم يعد في استطاعة البحارة البحرينيين الصبر أكثر وأكثر والسكوت عما يجري من تدمير للثروة البحرية، وإذا كانت مطالباتهم وشكواهم ومعاناتهم التي وصلت حتى إلى قبة البرلمان وجلسات مجلس الشورى، وإلى الصحافة والإعلام حينًا، ووسائط التواصل الاجتماعي حينًا آخر، فإنهم لا يلمسون تحركًا حقيقيًا على أرض الواقع لتغيير هذا الوضع "البائس".

ضبطوهم بالجرم المشهود

ثمة مشكلة كبيرة ومستمرة ومخيفة تسبب فيها ولا يزال، الأجانب الذين يعملون في الصيد، حتى أن الكثير من البحارة أصبحوا يتبادلون مقاطع الفيديو التي يصورونها في عرض البحر وهم يضبطون الأجانب بالجرم المشهود أثناء عبثهم في البحر، أو يرسلون الصوتيات التي تحمل غضبهم ومعاناتهم، أو تجد بعضها في حسابات السوشال ميديا، وكل ذلك نتيجة طبيعية لبقاء "الأمر على ما هو عليه"، في قطاع يمثل عصبًا اقتصاديًا ومعيشيًا مهمًا.

أبعدوا الأجانب عن البحر!

محمد الدخيلفي واحدة من الصوتيات التي بعث بها أحد الصيادين إلى رئيس جمعية قلالي للصيادين محمد الدخيل، تبين أن البحارة قد ضجوا فعلًا من الوضع، فالبحار يقدر دور جمعية الصيادين ودفاعها عن البحارة هو دفاع عن الثروة البحرينية، لكنه يشدد على ضرورة أن يقف المسؤولون في إدارة الثروة السمكية بوكالة الزراعة والثروة البحرية بوزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني إلى جانب البحارة البحرينيين، وأن يعملوا على إبعاد الأجانب عن البحر ولا يسمحون لهم بدخوله لأنهم "يدمرونه"!

وتنوعت اللقطات المصورة بالفيديو التي التقطها بعض البحارة وهم يضبطون مخالفات الأجانب، سواء بالتعدي على مصائد وقراقير البحارة البحرينيين أم باستخدام شباك الصيد الجائر الممنوعة، أو يكفي أن تضبط بعض الوافدين في منطقة بحرية يستخرجون المحار وهم لا يحملون رخصة لهذا العمل.

 أحد البحارة التقط صورة لشباك صيد ممنوعة طولها كيلومتر تقريبًا

الأثر الطبيعي الحيوي

وحين يتحدث البحار البحريني المحترف عما يجري للبحر، فهو يصف كيف أن الأجانب يدمرون الفشوت "المناطق الصخرية القريبة من سطح البحر" و"القحوح جمع قحة" وهي الأرض الصخرية المسطحة الممتدة، و"القراهد جمع قرهود" وهو شكل من أشكال الصخور البحرية الموزعة على منطقة واسعة وتكون بعيدة عن الساحل، فكل تلك المناطق تمثل أثرًا طبيعيًا حيويًا للحياة البحرية، وأن تدميرها يعني التأثير على البيئة البحرية في سلسلة نموها الطبيعي وتكاثر الكائنات.

ويبدو البحارة مجمعون على ألا يستمر عمل الأجانب وأن يبادر المسؤولون بالثروة السمكية من خلال جمعيات الصيادين للالتقاء بهم وبحث الموضوع بشكل جاد، على أن يتم سحب رخص الصيد ممن لا يريدون دخول البحر من البحرينيين، بدلًا من تأجيرها على الأجانب.

نحو خطوات عملية

جهاز تحديد الإحداثيات البحرية لبحار اكتشف عبث الأجانب بقراقيره

ولدى رئيس جمعية قلالي للصيادين محمد الدخيل ما يقوله، وبصراحة، يؤكد على ضرورة تطبيق "النوخذة البحريني"، وأن يعود البحر للبحرينيين، فقد رأينا اهتمام القيادة الرشيدة وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى وتأكيد جلالته على الأمن الغذائي، بتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر، بأهمية الحفاظ على ما لدى مملكة البحرين من مواقع بحرية والحفاظ على البيئة والحياة الفطرية لما لها من أهمية في تحقيق الأمن الغذائي وقيمة تراثية وسياحية كبيرة، وزاد الدخيل قوله :"نحن نرى عامًا بعد عام، ذلك التردي الذي تشهده الثروة البحرينية، ونحن نعمل ونتابع ونأمل أن يكون هناك خطوات عملية في الأيام القادمة".

ويشدد الدخيل على ضرورة أيقاف طرق استنزاف الصيد البحري وما يسببه من دمار، فأمننا الغذائي وثروتنا البحرية في خطر، والمؤشرات تبين مدى تأثر البيئة والثروة السمكية من هذه الطرق.