العدد 4371
الجمعة 02 أكتوبر 2020
banner
وداعا أيها الأمير الإنسان
الجمعة 02 أكتوبر 2020

إنّ رحيل رجل بقامة ومكانة المغفور له بإذن الله تعالى سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح يشكل خسارة فادحة لا لدولة الكويت بل للأمة العربية والإسلامية والإنسانية جمعاء، وإذا كان من الصعب اختزال منجزات الراحل في أسطر قليلة فإنه يمكننا القول إنه الرجل الحكيم الذي كرس جل حياته لخدمة وطنه وشعبه، بل تجاوزت خدمته إلى الأمة العربية والإسلامية والإنسانية.

إزاء جهوده الكبيرة والاستثنائية ليس مستغربا أن يصبح “أميرا للإنسانية”، وأن تصبح ذكراه في قلوب الآلاف من أبناء الأمة العربية، وفي قلوب أبناء البحرين مودة ومعزة خاصة، ذلك أنّ مآثره أكثر من أن تحصر في مساحة صغيرة، لقد شهدت الكويت في عهده نهضة على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية، وأصبحت مركزا ماليا وتجاريا عالميا وعزز اقتصاد الكويت بتنويع مصادر الدخل.

إنه رجل الحكمة والتسامح والسلام وصوت الحكمة والاعتدال، والجميع يشهد له مواقفه الإنسانية في أشد المحن إلى جانب أشقائه العرب لم يدخر جهدا لرأب الصدع، وكان يسارع إلى دعم الأشقاء من أبناء العروبة بكل السبل، كما كان مدافعا عن الحق العربي في كل المحافل الدولية.

اتسمت شخصية الأمير الراحل صباح الأحمد بالبساطة الشديدة والعفوية المدهشة، بعيدا عن التكلف والرسميات، ولا شك أنّ الجميع يستذكر وقفته الإنسانية المشرفة عندما استهدف تفجير إرهابيّ أحد بيوت الله، وكان يتفقد أبناء شعبه في كل الظروف يبلسم جراحهم، وفي هذا دلالة على تواصله مع شعبه في الأفراح والأتراح، ولعل الجميع يستذكرون متابعة سموه الشخصية للعديد من أبناء شعبه من جميع الفئات.

قبيل أيام من رحيل الأمير صباح تم منحه وساما رفيعا من قبل رئيس الولايات المتحدة الأميركية والذي لا يمنح إلا لعدد قليل من القادة البارزين، ولعل من المآثر العديدة للراحل الكبير التي تدلل على ما يمتلكه من حنكة سياسية أن وطنه الكويت تمتع بالأمان والاستقرار طوال تسلمه دفة الحكم، واستطاع أن ينأى ببلده الكويت عن الدخول في الصراعات بل إنه كان شعلة للسلام وإذابة الجليد بين الأشقاء العرب.

تغمد الله الراحل الكبير الأمير الإنسان صباح الأحمد الصباح بواسع رحمته، وسيبقى شمعة مضيئة وذكرى خالدة في قلوب جميع أبناء الأمة العربية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية