+A
A-

قلب السودان يهتف للسلام.. ومدنه تترقب

بعد سنوات مريرة من الاقتتال والقتلى، تترقب الأوساط الرسمية والشعبية في ولاية شمال دارفور غربي السودان عن كثب، التوقيع النهائي على اتفاقية السلام الشامل والتي ضمت ثلاثة مكونات من الحركات المسلحة المقاتلة في دارفور فيما لم تزل حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد نور خارج العملية السلمية.

ففي مدينة الفاشر التي تحيط بها ثلاثة معسكرات للنازحين تجري الاستعدادات لاحتفالات شعبية غدا السبت بالتزامن مع توقيع الاتفاق في عاصمة جنوب السودان جوبا وسط ترحيب شعبي عارم لتحقيق السلام الذي سينهي سبعة عشر عاما من الاقتتال، بينما تحفظ البعض على ما وصفه بتركيز بنود الاتفاق على تقاسم السلطة والثروة وإهمال الجوانب المتعلقة بأهل المصلحة من نازحين ولاجئين وتعويضهم والترتيب للعودة الطوعية لقراهم ومناطقهم

ينهي عقوداً من الحرب

وتوقع الحكومة السودانية، السبت، في جوبا اتفاق سلام مع المتمردين ينهي عقودا من الحرب في ولايات دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. وقد وقع الجانبان الاتفاق بالأحرف الأولى في جوبا أيضا نهاية أغسطس الماضي.

يشار إلى أن مكان التوقيع يحمل دلالة تاريخية لدولتي السودان وجنوب السودان التي انفصلت عن السودان بعد حرب أهلية بين الجانبين امتدت 22 عاما وخلفت مليوني قتيل وأربعة ملايين نازح ولاجئ.

وانتهت تلك الحرب بتوقيع اتفاق سلام منح مواطني جنوب السودان حق تقرير المصير، وفي عام 2011 صوت الجنوبيون لصالح دولتهم المستقلة.

وكان توت قلوال، رئيس فريق وساطة جنوب السودان في محادثات السلام السودانية قال للصحافيين في جوبا أمس: "هذه الاتفاقية مهمة للسودان وجنوب السودان، استقرار السودان من استقرار جنوب السودان. إن كان هناك سلام في السودان سيكون هناك سلام في جنوب السودان. نحن شعب واحد في دولتين".

إسكات رصاص البنادق

ويأمل السودانيون أن تنجح حكومتهم الانتقالية المختلطة بين المدنيين والعسكريين في إسكات رصاص البنادق بعد أن أطاحت بالرئيس الموقوف حاليا عمر البشير في أبريل 2019 بعد أن حكم البلاد لثلاثين عاما.

وفي السياق، أكد رئيس مفوضية السلام السودانية سليمان الدبيلو لفرانس برس أن "هذا يوم تاريخي. نأمل أن ينهي التوقيع القتال إلى الأبد ويمهد الطريق للتنمية".

وستوقع على الاتفاق من جانب المتمردين (الجبهة الثورية السودانية)، وهي تحالف من خمس حركات مسلحة وأربع سياسية تنشط في مناطق دارفور غربي البلاد وجنوب كردفان والنيل الأزرق في الجنوب.

لكن فصيلين رئيسيين هما جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور الذي يقاتل في دارفور والحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو التي تنشط في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق لم تنخرطا في مفاوضات السلام.

في حين يأمل السودانيون أن يسهم التوصل للاتفاق في تطوير هذه المناطق المنكوبة بالنزاع منذ سنوات طويلة.

300 ألف قتيل

يشار إلى أن النزاع في إقليم دارفور الذي اندلع في عام 2003 خلف نحو 300 ألف قتيل، و2,5 مليون نازح ولاجئ، حسب بيانات الأمم المتحدة.

وبدأت الحرب في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق عام 2001، وتضرر بسببها مليون شخص.