العدد 4373
الأحد 04 أكتوبر 2020
banner
سمو الأمير صباح وصورة الكويت في العالم
الأحد 04 أكتوبر 2020

هذا الاهتمام الإعلامي العالمي برحيل سمو الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة له دلالات مهمة وليست مجرد رسائل بروتوكولية أساسها المجاملة بين الدول، فسمو الأمير الراحل استطاع باقتدار أن يصنع للكويت الشقيقة صورة طيبة لدى شعوب وحكومات العالم، وهذا أيضا ليس غريبا فصورة الحاكم أو الرئيس حتما تكون لها انعكاساتها على الدولة ككل، فالحكام الذين يمارسون التدخل في شؤون غيرهم من الدول والشعوب ويمولون ويدعمون آلة القتل والدمار في العالم هم حتما يساهمون بدرجة كبيرة في رسم صور ذهنية سيئة لدولهم لدى بقية شعوب العالم.

وعندما تتكرر جملة واحدة في كل وسائل الإعلام الأجنبية التي تناولت رحيل وحياة سمو الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح، فمعنى ذلك أن هذه الجملة تعبر عن حقيقة راسخة لا سبيل للتشكيك فيها، هذه الجملة هي أن الكويت في ظل حكم الأمير الراحل كانت دولة دبلوماسية باقتدار، دولة تسعى لإطفاء الحرائق المشتعلة حولها ما استطاعت لذلك سبيلا، فهي تبذل مساعيها وهي على مسافة واحدة من جميع الأطراف دون أن تمارس أية ضغوط رخيصة على أحد.

ورغم كثرة هذه الحرائق في منطقتنا إلا أننا لم نر الكويت إلا في دور الوسيط المصلح ولم نرها أبدا تسلح أو تمول أي طرف في دولة عربية رغم أن الكويت تعرضت للضرر من دولة عربية هي العراق ومع ذلك لم تمارس الانتقام من العراق ومن الدول التي ساندت العراق، رأينا الكويت تقدم المساعدات الإنسانية لدول عربية أصابها ما أصابها من خراب دول تسعى لأن تصنع لنفسها وجودا زائفا.

كل هذا صنع الصورة التي نتحدث عنها وهي صورة الكويت الدولة الهادئة التي لا تدخل في مهاترات مع أحد ودون أن تتجاوز التاريخ والجغرافيا وتتجاوز قيم العروبة.

رحم الله سمو الأمير صباح الأحمد جزاء من قدمه لشعبه وأمته وأعان الله سمو الأمير نواف الأحمد الجابر على مهمته الكبيرة في قيادة دولة الكويت الشقيقة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .