العدد 4373
الأحد 04 أكتوبر 2020
banner
الخوف والحب
الأحد 04 أكتوبر 2020

يعتبر الخوف والحب المحركين الرئيسيين لجميع أفعال البشر، فجميع أفعالنا وردود أفعالنا ناتجة من توجيه أحد هذين الشعورين أو كلاهما، وفي حين يُعتبر الخوف الشعور الحامي لحياتنا لأنه يجنبنا الكثير من المخاطر في الحياة، إلا أنه حسب الدكتور ديفيد هاوكينز مؤلف كتاب السماح بالرحيل يُعتبر طاقة منخفضة وسلبية مقارنة بطاقة الحب، كما أنه يرى أن الخوف قد يمنعنا من رؤية المخاطر الحقيقية في الحياة، ففي حين يمكننا أن نعبد الله خوفاً من العقاب يقدم الحب علاقة أفضل وعبادة أقوى أساسها العاطفة المتبادلة بين الخالق والمخلوق، وفي حين يمكننا أن نساعد الآخرين خوفاً من نظرة المجتمع فإننا يمكننا أن نقدم المساعدة بدافع المشاركة الإنسانية لهموم بني الإنسان واحتياجاتهم، كذلك إنجاز العمل قد يكون خوفاً من فقدان الوظيفة لكن يمكنه أن يكون بدافع الإخلاص وحب الإنجاز وليس خوفاً من أية عواقب أخرى.

إن اختياراتنا في الحياة يمكن أن تختلف باختلاف نظرتنا للأمور وأنفسنا، كما أن علاقتنا بالآخرين وبجميع الأشياء في الحياة تتغير بتغير علاقتنا مع ذواتنا، إن الإشباع بالحب يجعل تقبلنا للحياة وتحدياتها أسهل لأننا في كل مرة نواجه تحدياً جديداً نتعلم أن نتقبله بحب ونعمل على تجاوزه بطاقة عالية وإيجابية.

يمكن أن تكون هذه الأوقات التي نمر بها الآن أكثر الأوقات التي نحتاج فيها أن نستبدل طاقة الخوف بالحب، نلتزم بالإجراءات الوقائية لفيروس كورونا ليس من باب الخوف كشعور بدائي يفرض نفسه في مثل هذه الظروف ولكن انطلاقاً من حبنا لأنفسنا وأحبتنا المقربين، من رغبتنا في سلامتهم وحرصنا على تجنيبهم الألم أو الموت، نحن بدافع الحب نلتزم كي تعبر السفينة بالجميع سالمين إلى بر الأمان. من أجل البحرين سنلتزم لأسبوعين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية