العدد 4377
الخميس 08 أكتوبر 2020
banner
رواتب موظفي العراق
الخميس 08 أكتوبر 2020

ما هو شعور أي مواطن عربي وهو يستمع ويشاهد على الشاشات أن موظفي دولة العراق لم يتمكنوا من الحصول على رواتبهم لمدة أربعين يوما؟ خبر مدهش وصادم حقا ذلك الذي تداولته وسائل الإعلام يوم ٤ أكتوبر الجاري، وسبب الدهشة والصدمة هنا ليس لأن هذا الأمر غير قابل للحدوث، فكثيرا ما يحدث في أماكن كثيرة، لكن لأن هذا يحدث في العراق بالذات!

العراق الذي أغناه الله وأعطاه جميع الخيرات، فقد أعطاه الأرض الخصبة وأعطاه الماء والنفط، فكيف يأتي اليوم الذي لا يجد فيه الموظفون العراقيون رواتبهم؟

العراق الذي طالما منح العطايا للكثير من أبناء العالم العربي واستقبل الملايين لكي يعيشوا على أرضه ويستفيدوا من خيراته، جاء اليوم الذي خوت خزائنه لدرجة أنه لم يجد رواتب الموظفين! أليس هذا أمرا عجيبا؟ مرت سبعة عشر عاما على اليوم الذي اعتقد كثير من العراقيين وغير العراقيين أنه نهاية كل الشرور والمظالم والقهر والاستبداد، وأنه بداية الخير والحرية والكرامة والعيش الرغيد والديمقراطية وحرية الرأي؟ فهل رأى العراقيون شيئا من هذه الأشياء؟

هذا ليس دفاعا عن العهد السابق في العراق على الإطلاق، فقد كانت لهذا العهد أخطاؤه وخطاياه ومغامراته التي ضربت الأمة في مقتل، لكنه تأكيد على أن ما جرى للعراق هو كالذي جرى لكثير من الدول العربية الأخرى، الذي جرى للعراق - وغيره - هو هدم هذه الدول على رأس أهلها، الذي جرى ليس تغيير أنظمة، لكنه تخريب وسرقة لمقدرات الدول وتفكيك لجيوشها وإعادتها للعصر الحجري.

 

العراق ذلك البلد الجميل تم نهبه من قبل لصوص كثر على مدار سنوات مضت، والشعب العراقي لم يجد الأمن والأمان، وهاهو لا يجد حتى الرواتب، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .