+A
A-

لافروف: أذربيجان وأرمينيا تتفقان على وقف النار

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فجر السبت، أن أذربيجان وأرمينيا اتفقتا على وقف إطلاق النار بدءا من منتصف ليل 10 تشرين الأول/أكتوبر. وأوضح أن وقف النار يأتي لتبادل الأسرى وجثث القتلى بين الطرفين. وأضاف لافروف أنهما اتفقتا أيضا على بدء محادثات "جوهريّة".

وكانت المفاوضات انطلقت، مساء الجمعة، بين أرمينيا وأذربيجان بشأن نزاع الطرفين حول إقليم ناغورنو كاراباخ في العاصمة الروسية موسكو، فيما أصر الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، على أن بلاده لن تقدم أي تنازلات في المحادثات مع أرمينيا، ومتنبئا بأن مواصلة أرمينيا اعتبار ناغورنو كاراباخ كجزء منها قد يفشل المحادثات.

وقال في كلمة متلفزة "نمنح فرصة لأرمينيا لحل النزاع سلمياً. إنها فرصتها الأخيرة"، مضيفاً "سنعود بأي حال إلى أراضينا. إنها فرصة (أرمينيا) التاريخية".

وأعلنت روسيا، في وقت سابق الجمعة، أن أرمينيا وأذربيجان وافقتا على المشاركة في مفاوضات في موسكو، تهدف إلى إنهاء المعارك في ناغورنو كاراباخ، بعدما دعا الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى عقدها، فيما توقع بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية إعلان هدنة مساء اليوم أو غداً في ناغورنو كاراباخ.

من جهته، أعلن رئيس وزراء أرمينيا استعداده لاستئناف عملية السلام مع باكو. وقال نيكول باشينيان: "نحن على استعداد لاستئناف عملية السلام تماشيا مع التصريحات التي صدرت أخيرا عن رؤساء ووزراء خارجية دول مجموعة مينسك"، التي تضم فرنسا وروسيا والولايات المتحدة.

وفي الوقت نفسه، قال مصدر في الإليزيه "نتحرّك باتّجاه هدنة إما الليلة أو غداً لكنها لا تزال هشة". وجاءت تصريحاته بعدما تحدث الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، هاتفياً مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشنيان ليل الخميس والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، الجمعة.

يأتي ذلك فيما نقل مراسل "العربية" عن دبلوماسي أوروبي قوله إن تركيا أرسلت مرتزقة لدعم قوات أذربيجان. الدبلوماسي الأوروبي قال إن تركيا تنفرد بالتدخل الخارجي في ناغورنو كاراباخ وتتجاهل مجموعة مينسك. وأضاف أن تدخل تركيا عسكرياً في ناغورنو كاراباخ قلب موازين القوى على الأرض.

كما أفاد مراسل "العربية" بسقوط 22 قتيلاً و95 مصاباً من المدنيين في إقليم ناغورنو كاراباخ، بينما أكدت السلطات في الإقليم استهداف 5800 منشأة عامة وخاصة. فيما أعلنت سلطات إقليم ناغورنو كاراباخ ارتفاع عدد القتلى في صفوف العسكريين إلى 376.

وكان تبادل القصف بين قوات أرمينيا وأذربيجان في ناغورنو كاراباخ مستمراً في الساعات الأولى من صباح الجمعة، وطال مرتين في بضع ساعات كاتدرائية تحمل رمزية كبيرة، في إشارة سلبية تسبق أول اجتماع وساطة دولية حول هذا النزاع في جنيف.

وتزامن ذلك مع دعوة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وزيري خارجية أرمينيا وأذربيجان، إلى موسكو الجمعة لإجراء مفاوضات، حسب ما أعلن الكرملين مساء الخميس.

وقال الكرملين في بيان إنه "في التاسع من أكتوبر، دُعي وزيرا خارجية أذربيجان وأرمينيا إلى زيارة موسكو للتشاور" بوساطة الخارجية الروسية. وأضاف أن الهدف هو "وقف القتال"، بهدف تبادل الأسرى وجثث الجنود القتلى على وجه الخصوص، موضحًا أن بوتين أجرى مباحثات مع الرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، ورئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان.

وتواصل قصف ستيباناكرت، عاصمة إقليم ناغورنو كاراباخ، ومناطق مأهولة في أذربيجان طوال الخميس، وفق السلطات المحلية.

وفي شوشة الواقعة على مسافة 15 كلم جنوب ستيباناكرت، طاول القصف مرتين كاتدرائية تحمل رمزية تاريخية كبيرة. وفي حين لم يخلف القصف الأول ضحايا، أصيب في الثاني صحافيون روس ومحليون، يحمل أحدهم جراحا بالغة.

بدوره، نفى الجيش الأذربيجاني قصف الموقع، مؤكداً أنه لا يستهدف "المباني والمعالم التاريخية والثقافية، وخاصة الدينية".

واتهمت أذربيجان في المقابل القوات الأرمينية بـ"استهداف مناطق مأهولة" في أراضيها. وأكدت باكو مقتل مدنيين اثنين في عمليات القصف هذه، لكن استبعد عدد من السكان فكرة النزوح متشبثين بموقفهم منذ بداية الأعمال العدائية.

وتأتي عمليات القصف في حين يفترض أن يلتقي أطراف مجموعة ميسنك التي تضم روسيا والولايات المتحدة وفرنسا، بوزير الخارجية الأذربيجاني جيهون بيرموف في جنيف.

وتحاول المجموعة منذ منتصف التسعينيات الوصول إلى حلّ للنزاع عبر المفاوضات، وقد خلفت حرب أولى بين الطرفين 30 ألف قتيل في فترة انهيار الاتحاد السوفييتي.

وسيعقد الاجتماع بشكل مغلق، ويوجد تحفظ كامل حول موعده والمكان المحدد لانعقاده.

في المقابل سيتم استقبال وزير الخارجية الأرميني زهراب مناتساكانيان في موسكو الاثنين من قبل نظيره سيرغي لافروف.

وعبرت باريس عن أملها في أن تقود لقاءات جنيف وموسكو إلى "فتح مفاوضات".

وبلغت الحصيلة الرسمية للمعارك منذ 27 سبتمبر 300 إلى 400 قتيل بينهم مدنيين، لكن هذه الأعداد لا تزال جزئية إذ لا تعلن باكو خسائرها العسكرية، كما يؤكد كل من الطرفين أنه كبد الآخر آلاف القتلى في صفوف جنوده.

ويثير تجدد القتال مخاوف في الخارج من "تدويل" النزاع في منطقة تتداخل فيها مصالح روسيا وتركيا وإيران والغرب، لا سيما أن باكو تحظى بدعم تركي فيما ترتبط موسكو بمعاهدة عسكرية مع يريفان.

ووجهت اتهامات إلى تركيا بالتدخل في النزاع عبر إرسال معدات وقوات.

وحذر بوتين الذي يلعب دور الحكم في المنطقة بأنه في حال امتدت المعارك إلى خارج كاراباخ لتطال أرمينيا، فإن موسكو ستفي بـ"التزاماتها" بموجب تحالفها العسكري مع يريفان.