العدد 4380
الأحد 11 أكتوبر 2020
banner
مجموعة أممية
الأحد 11 أكتوبر 2020

يبادر من بعيد، ويضع هموم الإنسانية في قلب القلب من اهتماماته، ها هو الأب الرئيس يطلق من خلال “رؤى البحرين”، مبادرة أممية لمواجهة تأثيرات جائحة كورونا على أهداف التنمية المستدامة، وها هي منظمة الصحة العالمية من خلال مديرها العام تيدروس أدهانوم تستجيب على الفور، مثمنة المبادرة الكريمة من رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان شفاه الله وعافاه بضرورة أن يكون هناك تحركًا دوليًا يتم من خلاله وضع القطاع الصحي على رأس أولويات دول العالم لضمان تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بالإضافة إلى تعزيز قدرات التأهب والاحتراز خلال مرحلة التعافي من جائحة “كوفيد 19”.

المطلوب إذًا صوتًا دوليًا قويًا لدعم مرونة السكان صمودًا وتصدي في شتى بقاع الأرض؛ من أجل امتصاص الصدمات العنيفة التي تعرضت لها اقتصاديات العالم من جراء جائحة كورونا، وذلك عن طريق حشد الجهود الأممية وامتلاك الخطط والمشروعات الكفيلة بدرء المخاطر التي يمكن أن تنجم خلال المستقبل القريب من جراء الآثار التي خلفها الفيروس اللعين على البشرية جمعاء.

إن رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه لا يغفل ولا يتأخر ولو كان سموه يتلقى العلاج الشافي بإذن الله تعالى، عن التعاطي من إنسانية الإنسان، مع شؤونه وشجونه وهمومه، فكان منتدى “رؤى البحرين” الذي تم انعقاده “أون لاين” مؤخرًا؛ ليبعث حفظه الله ورعاه برسالة إلى أمة الدنيا مناشدًا إياها بضرورة ألا يغفل المجتمع الدولي نماءه المستدام، وألا يتغاضى أبدًا عن أهداف التنمية بمفهومها الشامل الجامع حتى يضمن كل من يعيش على هذا الكوكب “المريض” حياة أكثر استقرارًا، وأقل تعرضًا للمخاطر والجوائح والكوارث الطبيعية، وتلك التي يلعب فيها الإنسان دورًا مركزيًا؛ كونه يفتقد إلى الوعي المطلوب، وإلى العلوم الكفيلة بتعويض التجاوزات، وتفويت الفرص كل الفرص على المتربصين بنظافة البيئة، وصحة البشر، ونماء الأمم والمجتمعات.

من الواضح تمامًا أن رئيس الوزراء وهذا لم يكن بغريب أو جديد على سموه أنه يتابع أوضاع عالمنا عن كثب، وأن سموه على أعلى درجة من التيقن بأن تصويب مسارات خططنا التي كنا قد رسمناها قبل جائحة كورونا تحتاج إلى تعديل، إلى تبديل في زوايا التعاطي مع الواقع الجديد، فنجد سموه وهو يناشد حفظه الله العقول المتفكرة في كل مكان، محفزًا إياهم بضرورة الانتباه للمخاطر المحدقة بالإنسانية جمعاء، منوهًا سموه بضرورة التتبع الحثيث لمسارات الآثار، ونتائج الدمار الذي خلفته جائحة “كوفيد 19”، بالإضافة طبعًا إلى أن “رؤى البحرين” ذلك المنتدى الإلكتروني السباق قد أطلق العديد من المناشدات للمجتمع الدولي لكي يتحمل مسؤولياته لمواجهة تداعيات لم تكن في الحسبان سواء بالنسبة لما يحيط بالموارد البشرية من تحديات، وما يواجه خطط واستراتيجيات التنمية من عثرات، وما تتعرض له صحة بني البشر من مخاطر في ظل جوائح غير تقليدية، ومفاجآت اصطناعية، ما يفرض ضرورة التكاتف والتعاون الدولي، وما يؤكد أن جائحة كورونا أثبتت من جديد أن العالم أصبح يعيش في قرية صغيرة، وأنه ليس بالمستحيل أن ينتقل الوباء ويسري البلاء في شرايين مجتمع بني الإنسان كما النار في الهشيم وأن ما يحدث في أبعد البعيد عن ديارنا يمكنه أن يصيبنا في الصميم بأسرع من طرفة عين.

من هنا كان الرئيس القائد حريصًا على إطلاق مبادرته الكريمة بالصمود والتصدي الجماعي من خلال تشكيل مجموعات أممية قادرة على المواجهة، يدًا بيد، وقلبًا على قلب، والله الموفق والمستعان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .