العدد 4381
الإثنين 12 أكتوبر 2020
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
عندما يكون القرار ردة فعل!
الإثنين 12 أكتوبر 2020

بعد انتهاء المتحدث من عرض شريط حياته العملية في جلسة خاصة توجه إليه أحدهم بالسؤال التالي: خلال حياتك العملية والتي تجاوزت الأربعين عاما، تقلدت خلالها مناصب قيادية في أكثر من مؤسسة، ما الموقف أو القرار الذي تمنيت لو لم تكن قد اتخذته، وهل عدلت عنه أو سحبته بعد أن تأكدت بأن المعطيات والمعلومات التي بني عليه ذاك القرار كانت غير دقيقة؟

نعم ودون الدخول في التفاصيل، أخطأت أكثر من مرة وهذا أمر طبيعي، فكما هو معروف بأنه ما دام هناك عمل هناك أخطاء. لكن أخطاء القائد الإداري تكون مكلفة، مكلفة جدا. كنت أعترف بالخطأ أمام زملائي ونقوم بتصحيحه ونعمل على التعلم منه لكي لايتكرر. استطيع القول بأني عملت على ترسيخ ثقافة الاعتراف بالخطأ في المؤسسات التي توليت قيادتها.

سألتك سيدي عن قرار ندمت على اتخاذه عندما علمت ان أسسه لم تكن دقيقة أو اتخذ في ظروف غير عادية كنت خلالها مثلا تحت تأثير الانفعال وهل قمت بإلغائه فيما بعد؟ . صمت المتحدث للحظات وكأنه كان ينتظر من يساعده في الإجابة ولكن ذاك لم يحدث فقال:

نعم حدث ذلك وما زلت اذكر ذاك القرار جيدا واذكر تبعاته وأحس عندما يمر ذلك الشريط أمامي بأني أخطأت في اتخاذه فقد كاد أن يتسبب في خلق مناخ غير صحي في بيئة العمل. إضافة إلى كونه صعب الإنفاذ حتى بالنسبة لي أنا شخصيا. صدقوني إن قلت لكم بأني فشلت في فهمه وليس في كيفية تنفيذه فقط. لم يكن القرار ضروريا ولكنه جاء كردة فعل متسرعة وتحت تأثير الانفعال الشديد. لم اسحبه فللقرار هيبته كما يقول البعض، ولكني وضعت المعايير والإجراءات والشروط الكفيلة بتهميشه وتحجيمه فأصبح كأنه لم يكن.

يقول عبدالرحمن العبد القادر في هذا السياق: ’’... ومن أخطر المواقف التي تتخذ فيها القرار عندما يكون الإنسان في حالة غضب أو حالة تأثر إنفعالي. سواء بالفرح أو الحزن أو الحب أو الكراهية وما إلى ذلك مما يخالج الانسان من مشاعر، فالانسان في هذه الحالة لايقيس الأمور بمقاييسها الطبيعية‘‘.

انتهى.

مارأيك سيدي القارئ؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .