العدد 4384
الخميس 15 أكتوبر 2020
banner
برافو... وزارة الأشغال
الخميس 15 أكتوبر 2020

يختصر موقع "الأمم المتحدة" "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان" على أنه وثيقة تاريخية مهمة في تاريخ حقوق الإنسان صاغه ممثلون من مختلف الخلفيات القانونية والثقافية من جميع أنحاء العالم، واعتمدت الجمعية العامة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في باريس في 10 ديسمبر 1948 بوصفه المعيار المشترك الذي ينبغي أن تستهدفه كل الشعوب والأمم، وهو يحدد، وللمرة الأولى، حقوق الإنسان الأساسية التي يتعين حمايتها عالميا، وقد ترجمت تلك الحقوق إلى 500 لغة من لغات العالم.

لكن لابد لممارسة الحرية من بعض الضوابط.. حتى لا يتحول المجتمع إلى ما يشبه "حارة كل من إيدو إلو"، وهو كناية عن الفوضى، حيث كل امرئ يمد يده بالتصرف والاعتداء والتعدي على الغير، لأنه لا رادع له.. فالحرية لا تعني ممارسة أفعال تضر الآخرين وتتعدى على حقوقهم.

مناسبة هذا الحديث هو أنه كما سبق أن كتبت مقالا عنه بأن الكثير من أصحاب البيوت والعمارات والمحلات يقومون بحجز مواقف أمام أملاكهم لتصبح ملكا خاصًا لهم! وبذلك يمنعون أي شخص كان من استخدامها وهذا حق غير مشروع البتة.

وسعدت كثيرًا عندما قرأت مؤخرا أن بلدية المحرق قامت بإزالة الكثير من تلك الأعمدة الخرسانية والحديدية إنفاذا وحرصا على تطبيق القرارات الصادرة بخصوص قانون إشغال الطريق العام، وحفاظا على سلامة المواطنين والمقيمين والمنظر الحضاري للبحرين، وأنا على يقين بأن هذا القانون قامت بتنفيذه جميع البلديات في البحرين حيث إنه يشمل جميع المناطق والمحافظات.

قد يقول البعض إن هذا الموضوع لا يستحق كل هذا الاهتمام من قبل البلدية أو حتى كتابة مقال عنه، أقول لهؤلاء إننا إذا تركنا الأمور الصغيرة فإنها ستصبح يومًا ما كبيرة يصعب حلها، يجب أن نعالج كل ما هو خطأ من ممارسات خاطئة ويصبح الناس على بينة، وليعلموا أننا في بلد المؤسسات والقانون الذي أرسى دعائمه عاهل البلاد جلالة الملك حفظه الله ورعاه. في مجتمعاتنا الشرقية غالبًا لا نعطي أي اهتمام لصغائر الأمور وحتى في بيوتنا ومع أبنائنا، فنجد بعد حين أننا نفقد القدرة على تصحيحها وبالتالي نجد الأبناء قد كبروا وهم يجهلون تلك العادات والصفات الحسنة، إذا من الضروري التركيز على الأمور الصغيرة حيث هي القاعدة والركيزة للتربية الصحيحة.

ككتاب أعمدة من الواجب أن ننصف كل ما هو صحيح ونشيد بالأعمال الرائعة التي تقوم بها أجهزة الدولة المختلفة، وإذا قمنا بتوجيه اللوم أو الانتقاد فهو بالتأكيد بسبب حبنا لوطننا وسعينا إلى تحقيق المزيد من النجاحات والتطور لهذا الوطن الغالي. وللإنصاف فإن الوزارات الخدمية تقوم بجهود مضنية وحثيثة وهي محل تقدير من قبل الجميع، لكن لابد أن هناك بعض النواقص وعلينا جميعًا بل من واجبنا أن نوضحها ونرفعها إلى المسؤولين، فنحن جميعًا جنود لهذا الوطن المعطاء.

في اعتقادي اننا جميعًا مطالبون بالمشاركة في البناء، ومؤسسات الدولة ما هي إلا أداة تنفيذية لتوفير الخدمات للجمهور وهناك أدوات تواصل عديدة لرفع الاقتراحات والشكاوى، لكن ما هو أهم أيضًا أخذ تلك الأفكار على محمل الجد والعمل على سرعة تطبيقها. والله من وراء القصد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .