+A
A-

الفنانة ديانا الشيخ: ”بلوحاتي استطعت التصالح مع السرطان“

"إن سر الإنجازات العظيمة في الحياة يكمن في تكرار أفعال بسيطة، مما يعطيها قوة وثباتًا وأثرًا، لقد عرفت هذا السر واخترت لنفسي روتينًا لا أكسره إلاّ عندما يعييني المرض بشكل لا أقوى معه على الحراك" كانت هذه مقدمة إحدى الرسائل التي تضمنها وليدها الأول الأوسمة الثلاثة، هي زوجة وأم وفنانة ومحاربة ولا تزال، الفنانة ديانا الشيخ تحدثت إلى مسافات البلاد حول رحلاتها الثلاثة، وكان هذا الحوار السريع عن هذه المسيرة والإبداع:

- كتاب الأوسمة الثلاثة هو نتاج رحلتكِ معه ما الذي تريدين إيصاله للعالم من خلاله؟
الكتاب يسرد باختصار رحلتي مع مرض السرطان وأهم المحطات التي مررت بها ويحمل بين صفحاته التأثير الإيجابي لكل مرحلة من مراحل العلاج و البحث عن الأمل.

- قمتِ بتصميم لوحة فنية مستوحاة من تذاكر رحلاتك للعلاج، ما الرسالة والهدف من ورائها؟
قوة الإيمان والعزيمة كان المغزى الرئيسي من إنتاج هذه اللوحة. أود أن أثبت لكل شخص أن طريق العلاج من المرض ممكن أن يكون طويلا متعبا ومؤلما، ولكن بالمقابل هو طريق الشفاء والعافية والسعادة. كل رحلة قمت بها للفحوصات والعلاج على مدى ثماني سنوات احتفظت ببطاقات صعود الطائرة ولم تكن الفكرة موجودة حينها، ولكنني ترجمتها الآن في لوحة "رحلة الأمل".

- بعد ٣ أصابات بذات المرض والآن هذه إصابتك الرابعة كيف تعاملتِ معه؟
تصالحت مع هذا المرض. إن التصالح مع العدو بحذر يبعث الطمأنينة في النفس والثقة بأن ما كتبه رب العالمين هو بالتأكيد فيه الأجر من تحمل تعب ومشقة العلاج والثواب من الله.

- الكثير منا عندما يسمع كلمة سرطان او مرض عضال يصاب بالخوف والجزع، كيف استطعتِ التغلب على هذه المشاعر؟
الحمد لله كنت أقرأ أن العلاج للسرطان متوفر وتطور العلاج مستمر لهذا المرض، فلا خوف منه إذا كان الإيمان في القلب قويا، وأنا اعتبره مرضا مثل باقي الأمراض، فإذا تم تشخيصه بسرعه وتم أخذ العلاج دون تاخير ممكن القضاء عليه أو التخفيف من عوارضه الجانبية. وأي خسارة للمعركة بين الإنسان وهذا المرض بالأساس هو؛ لأنه خذل نفسه واستسلم للمرض.

- ما الذي يحتاجه محارب السرطان لمواجهته؟
كل إنسان "و ليس فقط مريض السرطان" إذا تحلى بقوة الإيمان والعزيمة والإرادة كلها تفتح أبواب الأمل وطريق الشفاء وتغرس بذور الإيجابية داخل النفس لمواجهة أي إحباط وانكسار داخلي. هذا الكلام من واقع تجربتي مع السرطان.

- لمن كان الدور الأكبر في هذه الرحلة ومن تشكرين؟
كل شخص مر عليَّ وأنا في طريق العلاج كان له دور في رحلتي. الفضل كان لرب العالمين أولا وطبعا الدور الأكبر والعظيم كان لزوجي رفيق دربي في كل خطوة من بداية مرضي. بالإضافة إلى التزامه بالعمل كان حضوره معي في كل رحلات العلاج والعمليات والفحوصات وتخفيف الألم عني. ولا أنسى دور الأهل في تسهيل الأمور والاهتمام بالأبناء خلال غيابي للعلاج وأيضًا الأصدقاء في الاهتمام والسؤال الدائم. شكرا من القلب للجميع.

- برأيك هل للفن دور في تخطي الصعاب؟ وما هو؟
من دون شك الرسم هو متنفس وملجأ وغذاء للروح من ضوضاء الحياة. وجدت الهدوء والعالم الخاص بي عن طريق الرسم. أُعبرعما بداخلي، وهو أفضل وسيلة لإيصال أي رسائل داخلية من دون كلمات.

- أنتِ ابنة فنان كبير.. أخبرينا عن دوره في حياتك؟
الوالد له الفضل في توجيهي وإرشادي طريق الرسم. "شغف الرسم ينزرع تلقائيًا في الإنسان إذا كان المدرس مُبدعا فيه". فن الرسم كان حاضرا معي منذ الصغر عندما كنت أتابع الوالد، وهو يرسم لوحاته وكانت أحلامي وأنا صغيرة أن أقف مثله أمام لوحتي وفي يدي الفرشاة والألوان حولي. بالحقيقة لقد أبدع في تعليمنا جميعا حب الرسم.