+A
A-

في ظل مخاوف كبيرة... إلى أين تتجه سوق النفط؟

تراجعت أسعار النفط، حيث تأثرت سلبا بفعل مخاوف تراجع الطلب إثر ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا في أوروبا والولايات المتحدة.

ونزلت العقود الآجلة لخام برنت تسليم ديسمبر/ كانون الأول 38 سنتا أو ما يعادل 0.9 في المئة إلى 42.78 دولار للبرميل بحلول الساعة 07:08 بتوقيت غرينتش، بينما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم نوفمبر 35 سنتا أو 0.9 في المئة إلى 40.61 دولار للبرميل.

وقال متعاملون إن الأسعار محت خسائر تكبدتها في وقت سابق بعد أن أعلنت إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة زيادة الطلب البترولي الأمريكي الأسبوع الماضي، وهو ما ساهم في تقليص مخزونات الخام، في حين تراجعت مخزونات نواتج التقطير بأكبر وتيرة منذ 2003 بعد أن خفض الإعصار دلتا إنتاج النفط وأغلق المصافي في منطقة ساحل الخليج، وفقا لـ"رويترز".

يقول الخبير النفطي العراقي كامل الحرمي، إن تراجع الطلب العالمي هو  المسبب الأول مع جائحة كورونا، و دخول ليبيا والنرويج وبحر الشمال، مما سيزيد من وجود طاقات انتاجية فائضة بشكل جديد، مما يسبب حتما مع مشكلة الالتزام الشاق بسقف الإنتاج.

وفيما يتعلق بمستوى الأسعار المتوقع، يتوقع الخبير العراقي أنه يتماسك عند مستواه الحالي، وقد يصل إلى 35 دولارا.

من ناحيته قال الخبير النفطي السعودي عايض آل سويدان، الجميع يراقب تزايد أعداد الإصابة بفيروس كورونا في القارة الأوروبية بالتحديد وما قد ينتج عن ذلك من إعادة إغلاق.

تزايد الأعداد يثير المخاوف  بشكل عام في أسواق النفط، وبتالي يضغط على الأسعار.

على سبيل المثال الرئيس الفرنسي أمر بفرض حظر التجول في عدة مناطق بسبب تزايد المخاوف من ارتفاع حالات الإصابة.

يضيف الخبير في حديثه لـ"سبوتنيك"، أنه بالإطلاع على نشرة تقرير "أوبك" يتضح أن الطلب على النفط سيعود خلال الفترات المقبلة، فيما تكون مرحلة التعافي في عام 2022 حتى بلوغه 109 مليون برميل يوميا، ثم الاستقرار عند هذا المستوى حتى عام 2045 أي عقدين من الزمن.

يشير إلى أن النفط يظل هو المصدر الأكبر للطاقة، وأنه يجب الاستثمار في مجال المنبع لرفع من مستوى الإنتاج لمواكبة الطلب، وإلا سينعكس الأمر على الأسعار  في المدى المتوسط.

وبحسب رأيه أن الطلب على النفط سيدعم من قطاع البتروكيماويات الذي قد يستحوذ على أكثر 50 بالمئة من هذا الطلب، وليس كما جرت العادة قطاع النقل والكهرباء.

فيما يقول الخبير النفطي الليبي عيسى رشوان، إن الموجة الثانية من "كوفيد-19" علاقتها عكسية مع سياسة الطلب في سوق النفط العالمي المرتبط بعلاقة طردية مع أسعار النفط.

هذا التأرجح في سياسات العرض و الطلب يؤثر بشكل مباشر على البورصات العالمية للطاقة، والتى سوف تتحرك للتقليل من الخسائر بأي شكل متاح من أدوات لديها، بحسب حديثه لـ"سبوتنيك".

حد الاتزان في الأسعار هو الحالي، فيما يرجح أن أي صدمة أخرى قد تكون لها عواقب وخيمة بشكل غير متوقع.

عيد بعض الدول الأوروبية فرض حظر التجول وإجراءات العزل العام للتصدي لتصاعد وتيرة الإصابات الجديدة بفيروس كورونا، إذ تفرض بريطانيا قيودا أكثر صرامة ترتبط بكوفيد-19 في لندن غدا الجمعة.

واجتمعت لجنة فنية مشتركة، والتي تضم ممثلين عن كبار المنتجين في أوبك+ مثل السعودية وروسيا، لاستعراض مستويات الامتثال تخفيضاتها لإنتاج النفط العالمي.

ونقلت "رويترز" عن مصدر قوله، إن التقدم الذي أحرزته أوبك+ ضئيل في سبتمبر على صعيد التعويض عن الإنتاج الزائد في الشهور السابقة.