العدد 4399
الجمعة 30 أكتوبر 2020
banner
من المعني بالتغيير السياسي في إيران؟ (1)
الجمعة 30 أكتوبر 2020

لم تكن سياسة الاحتواء المزدوج الأميركية حالة الفشل الأولى في احتواء نظام ولاية الفقيه في إيران وتحديد تهديداته ومدى الخطورة التي يشكلها على المنطقة والعالم، بل إن السياسات التي اتبعتها بلدان الاتحاد الأوروبي بصورة عامة أو منفردة، كانت هي الأخرى قد حظيت بحصتها التي لا تحسد عليها من الفشل الذريع بهذا الصدد، خصوصا إذا ما أعدنا إلى الذاكرة الجولات المكوكية لوفد الترويكا الأوروبية إلى طهران والمحادثات التي أثمرت اتفاقا سرعان ما تبين أنه مجرد حبر على ورق، بل حتى أن الرئيس الحالي في إيران حسن روحاني الذي كان يرأس الجانب الإيراني في تلك المحادثات قد تفاخر في كتاب له كيف أنه تمكن من خداع وفد الترويكا وموه عليهم الأمور في المفاوضات.

بلدان الاتحاد الأوروبي التي اصطدمت في العقدين الثامن والتاسع من الألفية الماضية بسلسلة عمليات إرهابية قام بها النظام الإيراني واغتال من خلالها مجموعة من المعارضين البارزين له، ووصل الأمر إلى حد أن الاتحاد الأوروبي اتفق مع طهران على أن توقف عملياتها ونشاطاتها الإرهابية في بلدان الاتحاد الأوروبي في مقابل أن يكف عن ملاحقة المتورطين في النظام في تلك العمليات الإرهابية قانونيا، وقد التزمت طهران بهذا الاتفاق حتى عام 2018، عندما ضاقت ذرعا بنشاطات مجاهدي خلق في داخل وخارج إيران وقامت من فرط شعورها بالجزع والقلق والتخوف من تلك النشاطات وتداعياتها على داخل إيران بمجازفة استثنائية وذلك بخرق ذلك الاتفاق والشروع بعملية تم التخطيط لها في طهران وعهد بتنفيذها إلى الدبلوماسي أسدالله أسدي السكرتير السابق وقتئذ في السفارة الإيرانية في النمسا، وتم اعتقاله وهو في طريق عودته من مقابلة منفذي العملية في ألمانيا من قبل المخابرات الألمانية والبلجيكية، ولا نريد هنا أن نتحدث عن طرد الحكومة الألبانية السفير الإيراني والسكرتير الأول في السفارة بسبب نشاطات مشبوهة وغير مقبولة له ضد معسكر أشرف 3 للمعارضين الإيرانيين في ألبانيا، ولا عن ما حدث من أمور مشابهة في واشنطن وأمستردام، لكن الذي يجب قوله هنا وبثقة كاملة إن الاتحاد الأوروبي كما الولايات المتحدة الأميركية جنى حصاد الفشل والخيبة في سياسته المتبعة حيال نظام الملالي، ومن دون شك فإن عدم نجاح المحاولات والمساعي الحثيثة التي بذلتها طهران من أجل استرداد الإرهابي أسدالله أسدي، كانت بسبب أن بلدان الاتحاد الأوروبي أيضا ضاقت ذرعا بهذا النظام وتريد من خلال “جرة أذن” غير عادية أن تعيده إلى رشده وصوابه. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية