+A
A-

العراق.. أكثر من شهرين مرا.. ولا جديد عن ناشط الناصرية المختطف

منذ انطلاق التظاهرات في العراق مطلع أكتوبر الماضي، احتجاجاً على الطبقة السياسية الحاكمة والأحزاب والمحاصصة والفساد، شهدت محطات دامية، وجولات من الترهيب والخطف والاغتيالات طالت ناشطي ساحات الاعتصام تلك، سواء في بغداد أو محافظات الجنوب.

ومن ضمن أحدث عمليات الخطف التي شهدها الحراك، تلك التي طالت في سبتمبر الماضي الناشط "سجاد العراقي".

المختطف سجاد العراقي

ومع مرور أكثر من شهرين على خطف الشاب العشريني، ما يزال مصير خريج كلية التاريخ، الذي لم يغب عن حراك الناصرية جنوب البلاد، مجهولاً، على الرغم من أن قوة مشتركة من مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية وصلت بعيد خطفه إلى قضاء سيد دخيل جنوبا من أجل البحث عن المختطف.

ليعلن لاحقا رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، أن بعض المعلومات توافرت حول الناشط، مشيرا إلى بدء عملية أمنية للبحث عنه، لكن دون جدوى.

تغييرات إدارية

أما الجديد اليوم، فمجرد إعلان قيادة شرطة محافظة ذي قار إجراء تغييرات إدارية في شعبة جرائم الخطف وتشكيل لجان عالية المستوى من ضباط ومحققين مختصين تعمل بسرية تامة في إطار متابعة قضية الناشط المختطف. وقالت القيادة في بيان إنها تتابع كل ما يتعلق بهذا الملف واتخذت العديد من الإجراءات، منفذة عمليات مداهمة وتفتيش في عدة مناطق ريفية وصحراوية وغيرها.

كما أشارت إلى تكثيف الجهود والتعامل مع كل صغيرة وكبيرة في هذه القضية التي توليها القيادة اهتماما كبيرا، موضحة أنه تم التأكيد على ضرورة إعطاء الموضوع أهمية كاملة وتقديم تقرير أسبوعي لأهم ما توصلت له آلية التحقيقات والمعلومات من خلال اللجان التحقيقية والاستخبارية.

إطلاق نار وخطف

وكان سجاد خطف في 20 سبتمبر وأصيب زميله باسم فليح بعد تعرضهما لإطلاق نار من قبل مسلحين مجهولين يستقلون سيارتين نوع فلاونزة عند المدخل الشمالي الشرقي لمدينة الناصرية، بحسب ما أفاد مصدر أمني في حينه.

وقال المصدر آنذاك إن المعلومات الأولية تشير إلى أن الناشطين كانا يستقلان سيارة صالون وتعرضا لإطلاق نار، فتوقفا، حينها أقدم المسلحون على خطف سجاد، وترك فليح مصابا، لينقل لاحقا إلى المستشفى لتلقي العلاج.

اتهام للعصائب وبدر

في حين أشار ناشط كان مع الشابين خلال الهجوم، بحسب زعمه، إلى أن فليح تعرف على هوية أحد المهاجمين، وهو شخص يحمل لقب "الإبراهيمي"، وهو منتسب في الحشد الشعبي عن منظمة بدر.

وقال منتظر عبد الكريم في تغريدات على حسابه، إن سيارتين من نوع بيك آب حاصرتا السيارة التي كان يستقلها الناشطون، مضيفا أن أحد المهاجمين كان يحمل مسدسا كاتما للصوت.

كما اتهم ميليشيات "منظمة بدر وعصائب أهل الحق وأمن الحشد" بعملية الاختطاف.

منع سفر الشمري

وأشعلت تلك الحادثة الغضب في صفوف المتظاهرين في الناصرية، على مدى أيام، ونزلوا إلى الشوارع مطالبين بمعرفة مصير زميلهم، ما دفع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى التوجيه بالبحث فورا عن الشاب المختطف.

كما أمر بمنع الفريق جميل الشمري الذي كان مديراً لخلية الأزمة المكلفة بالتعامل مع الاضطرابات في محافظة ذي قار من السفر، لتورطه بقضايا قتل المتظاهرين في الناصرية.

يذكر أن الناصرية شهدت نهاية نوفمبر 2019، مجزرة أودت بحياة 70 شخصاً، وأكثر من 225 جريحاً، وتسببت بإقالة الشمري، بعد يومين فقط من تكليفه برئاسة خلية الأزمة لمعالجة الأوضاع الناجمة عن المظاهرات الاحتجاجية في محافظة ذي قار.

ومنذ تعيينه رئيسا للوزراء وعد الكاظمي بمحاسبة قتلة المتظاهرين، ووقف عمليات الخطف والاغتيال التي لا تزال مستمرة وإن بوتيرة أخف، منذ انطلاق التظاهرات في البلاد في الأول من أكتوبر الماضي.