+A
A-

ترمب أم بايدن؟.. في الحالتين الدولار سيواصل الهبوط!

قال مستثمرون ومحللون إنه من غير المرجح أن تتحسن حظوظ الدولار المتضرر على المدى الطويل بغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الرئاسية الأميركية الثلاثاء، رغم ارتداده الأخير مقابل سلة العملات الرئيسية، لا يزال مؤشر الدولار منخفضاً 9% عن أعلى مستوياته في مارس، في طريقه لأسوأ عام له منذ 2017، متأثراً بتوقعات استمرار أسعار الفائدة الأميركية قريبة من أدنى مستوياتها التاريخية لسنوات قادمة.

ويعتقد العديد من المتعاملين في الأسواق، بحسب وكالة رويترز، أن فوز جو بايدن - الذي يحتل حالياً المرتبة الأولى في استطلاعات الرأي - واكتساح الديمقراطيين من المرجح أن يؤثرا أكثر على العملة الأميركية، حيث من المتوقع أن يفتح نائب الرئيس السابق الباب أمام السياسات التي ينظر إليها المستثمرون على أنها سلبية على الدولار، بما في ذلك التحفيز المالي القوي.

على الجانب الآخر، قد توفر أربع سنوات أخرى من رئاسة دونالد ترمب مسارًا أقل وضوحًا للدولار.

وقال المحللون إنه على الرغم من أن استمرار نهج ترمب الحربي تجاه الصين من المرجح أن يعزز جاذبية الدولار كملاذ، فإن العائدات السلبية قد تطيح بهذه المكاسب.

وأظهر استطلاع أجرته رويترز الشهر الماضي اطلعت عليه "العربية نت"، أن اليورو سيرتفع بنحو 4% إلى 1.21 دولار خلال عام، وفقاً لمتوسط توقعات المحللين.

وأشار التقرير إلى أنه لسنوات، كانت أسعار الفائدة الأميركية المرتفعة نسبياً مقارنة بالدول المتقدمة الأخرى تدعم الدولار بجعله أكثر جاذبية للمستثمرين الباحثين عن العائد، وهي الميزة التي فقدها الدولار هذا العام، عندما خفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة لمكافحة التداعيات الاقتصادية لوباء فيروس "كورونا" متعهداً بإبقائها عند أدنى مستوياتها التاريخية لسنوات.

وقال كيت جوكيس من سوسيتيه جنرال، في مذكرة للعملاء، "اتجاهات أسعار الصرف ستتأثر بالتقارب النزولي لأسعار الفائدة الناجم عن كورونا"، مضيفاً "سيظل الأثر سلبيا بشكل لا لبس فيه بالنسبة للدولار".

العائدات الحقيقية

وانخفضت العائدات الحقيقية، أو المرجحة بالتضخم، على سندات الخزانة الأميركية أجل 10 سنوات إلى ما دون الصفر في عام 2020 وسط وباء "كورونا". وقد أدى ذلك إلى تقليص جاذبية الدولار بالمقارنة بباقي فئات الأصول بدايةً من الأسهم وصولاً إلى الذهب.

وأظهر استطلاع لرويترز في سبتمبر أن المحللين توقعوا ارتفاع العائد إلى 0.93% في 12 شهرا، أي حوالي نصف متوسط معدل التضخم المتوقع، مما يشير إلى عائدات حقيقية سلبية خلال العام المقبل.

وكتب المحللون فى بنك بى إن بى باريبا "لا نرى سيناريو من شأنه أن يعرقل استئناف الاتجاه الهابط الواسع الحالي للدولار حيث من المحتمل أن تظل العائدات الحقيقية للولايات المتحدة سلبية".

وقلص المستثمرون تعاملاتهم على الدولار إلى 26.46 مليار دولار في سوق العقود الآجلة الأسبوع الماضي بعد أن سجل أعلى مستوى له منذ أكثر من 9 سنوات عند 34.07 مليار دولار في أغسطس، وفقاً لـ "NETUSDALL".

حالة عدم اليقين

وأشار التقرير الذي اطلعت عليه "العربية نت" إلى أن عدم اليقين الذي يحيط بالانتخابات المتنازع عليها أحد الأسباب، حيث يعتقد بعض المحللين أن فوز ترمب أو انقسام الحكومة، قد تؤدي إلى تقليص أو تأخير حزمة التحفيز المالي.

ومع إجماع السوق واعتماده بشكل كبير على فوز بايدن، فإن "فوز ترمب صعودي بشكل كبير بالنسبة للدولار"، كما كتب المحللون في TD securities "تسعير السوق الحالي ليس مبنياً على حالة عدم يقين جديدة في الأوضاع الجيوسياسية والمعارك التجارية المتبعة لنظرية العين بالعين".

وقد انتقد ترمب الدولار القوي طوال معظم فترة ولايته، واشتكى من أنه يعطي الدول الأخرى ميزة تنافسية غير عادلة في التجارة.

وعلى الرغم من أن الإنفاق المالي المتسارع المتوقع في رئاسة بايدن المحتملة قد يلقي بثقله على الدولار، فإن البعض يعتقد أن نهج الديمقراطيين الأقل مواجهة في السياسة الخارجية قد يعزز جاذبية الدولار كعملة احتياطية.