تحتاج الشركات التي تتطلع إلى تنفيذ استراتيجية أو خيار العمل عن بعد لموظفيها إلى التفكير في الآثار الاستراتيجية بعناية، في حين أن العمل عن بعد قد يسمح للشركة بتقليل حجم مساحتها الفعلية، إلا أنه يتوجب عليها التخطيط لزيادة النفقات على البنية التحتية، لتمكين الموظفين من العمل والتعاون بشكل فعال من المنزل.

إن أدوات الاتصال والتعاون الافتراضية هي شريان الحياة لاستراتيجية العمل عن بعد الناجحة، ويمكن أن تصبح إدارة وتنسيق المشاريع عندما يعمل العاملون عن بُعد صداعًا كبيرًا إذا لم يتم استخدام الأدوات المناسبة أو لم يتم استخدامها بشكل فعال. ومع ذلك، باستخدام الأدوات المناسبة، يمكن أن تكون إدارة المشروع وتنسيقه أمرًا سهلاً ويحدث بشكل كامل عبر الإنترنت دون الحاجة إلى إضاعة الوقت في الاجتماعات الشخصية أو الإدارة التفصيلية الخانقة. غالبًا ما ستدمج تطبيقات إدارة المشاريع الافتراضية أدواتها التعاونية أو الخاصة بأطراف ثالثة في بيئاتها، وتسمح أفضل الأدوات للفرق بتحديد مهامهم وأهدافهم بسلاسة، وتتبع تقدمهم، والتحقق من العمل المنجز.

لا أحد يحب مراجعات الأداء، ويكون الانطباع بأنها غالبًا غير عادلة وغير منصفة ومتحيزة، علاوة على ذلك، قد يكون تقييم الأداء أكثر صعوبة في بيئة العمل عن بعد، حيث لا يتفاعل المشرفون والموظفون شخصيًا كل يوم. هل يمكن للمدير قياس ومكافأة نمو الموظف الذي يعمل عن بعد؟ في الماضي كان سيتم القيام بذلك من خلال استبيانات مملة وغالباً غير دقيقة في جميع أنحاء الشركة مصممة لجس نبض موظفيها مرة واحدة في السنة أو مرة كل ربع سنة. اليوم يمكن القيام بالتقييمات وتحديد الأهداف وتقييمات الموظفين في الوقت الفعلي باستخدام أدوات تتبع الأداء، وهذا يعطي المدراء نظرة ثاقبة للشركة وقوتهم العاملة لتحديد المجالات التي تحتاج إلى تحسين.

مع ارتفاع العمل عن بعد والاعتماد المتزايد على اتصالات الإنترنت العامة للوصول إلى مختلف المنصات السحابية والبيئات الافتراضية، كان هناك ارتفاع مماثل في خطر الهجمات الإلكترونية والقرصنة الخبيثة. ويمكن تأمين بيئات المكاتب بقفل ومفتاح أو شبكات مغلقة بإحكام. لكن غالبا ما يكون العاملون عن بعد أكثر عرضة للتعرض للاختراق. لهذا السبب فإنه من الأهمية بمكان بالنسبة للشركات التي لديها موظفون عن بُعد الاستثمار في إجراءات الأمن السيبراني.