العدد 4408
الأحد 08 نوفمبر 2020
banner
ريشة في الهواء أحمد جمعة
أحمد جمعة
مجرد خبر صغير!
الأحد 08 نوفمبر 2020

خبر صحافي عابر، غير مهم في ساعته، بزاوية من صحيفة ثانوية مجهولة قد يحدث فرقًا بالعالم أكثر من مانشيت رئيسي بصحيفة عالمية مشهورة، وتعليق من صحافي مغمور لا اعتبار له بأعمدة الصحافة العالمية، قد يحدث فرقًا في المعمورة، وكذلك رواية أو فيلم بسيط أو سياسي مهمش أو لاجئ من وجه الحرب بركنٍ من العالم لا يشكل رقمًا وسط ملايين الأرقام يمكنه أن يحدث فرقًا.. هذا ما أوحت لي به الانتخابات الأميركية بصرف النظر عن نتائجها وتداعياتها التي بالطبع ستكون مؤثرة بدرجة ربما تغير شكل الخرائط بالعالم، لكن يظل الإنسان مهما صغر أو ضعف أو هُمش أو عَزل نفسه أو وُضع فوق الرف... يمكنه بلحظةٍ تاريخية وفي غفلة من الجميع أن يُحدث فرقًا، وهذا ما لا يفهمه من لا يحوز رؤية وتأملا، كيف غير كثيرون العالم وكانوا قبلها غير معروفين وغير مهمين على الأقل من وجهة نظر مجتمعاتهم، ألم يكن الرئيس ترامب الذي أحدث كل هذا الصخب بالعالم مجرد مقدم برامج ترفيهية؟ بصرف النظر عن امتلاكه الملايين.

هذا العالم رغم سعته لكنه صغير ويمكن للمرء أن يتخيّل خبرا صغيرا قد يبدو بنظر البعض لا أهمية له ولكن بظرفٍ معين وعند منعطف ما يمكنه تغيير أمور كثيرة، إذا أدرك الصحافي أو الكاتب خلفية ما يصيغه، فالحدث الذي يبدو اليوم لا قيمة له بالغد يصبح حديث العالم، والرواية التي لا تلقى صدى هذا العام بإمكانها أن تصبح محور القراءة، كل ما يبدو لك الآن هامشيًا ربما تخلق منه الأحداث التالية محور الأخبار... خذ على سبيل الدلالة رواية موبي ديك للكاتب الأميركي هيرمان ملفيل التي كتبها بمنتصف القرن التاسع عشر ولم تلق صدى ومات الكاتب بحسرته وبعد عقود من السنين أصبحت موبي ديك الرواية التاريخية التي تمثل قمة الأدب الأميركي، لأن الذين كُتِبت لهم حينذاك لم يُدركوا خلفية ومغزى الرواية!

الأحداث بالعالم ليس شرطًا أن تكون مرتبطة بوقتها، الكثير من الأحداث والأخبار والوقائع التي تبدو اليوم بلا قيمة ولا صدى من الممكن أن تصبح بالغد محور الكون وتحدث تغييرًا غير متوقع، لا تتوقفوا عند فوز ترامب أو بايدن ولا تربطوا المستقبل بهذين الرجلين رغم أهمية من يحكم أقوى دولة بالعالم، من شأن مواطن أميركي من الشارع يتلقى رصاصة بالخطأ من رجل أمن أن يعكس سياسة البلد كلها ويحدث فرقًا، تذكروا أن خبرًا صغيرًا يمكنه أن يحدث فرقًا بالأحداث.

 

تنويرة:

للحياة منهجها في تغيير المسارات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .