+A
A-

فاطمة النهام: البحرين سباقة في المجالات الثقافية والأدبية

في إطار سلسلة اللقاءات التي أقوم بها  بقصد اتاحة الفرصة امام المهتمين بالشأن الثقافي والابداعي والكتابة الادبية بشكل عام والذين قد يعانون من ضائلة المعلومات الشخصية عن اصحاب الابداعات الثقافيةعبر انحاء الوطن العربي الكبير، لذلك فان اللقاءات بهم والحوار معهم يتيح للجميع التعرف عليهم من قرب والتواصل معهم مستقبلا

 

* انتاجك الادبي : نبذة عنه؟

أصدرت حديثا مولودي الأدبي الأول بعنوان (يوميات أخصائية اجتماعية) وهو عبارة عن مجموعة قصصية مكونة من ست قصص قصيرة بعنوان (اغتيال طفولة)، (وردة القلب)، (أبي الحبيب)، (الخائن)، (شمعة لا تذوب)، و (طفلة على الهامش).

وهو عبارة عن حصيلة تجاربي في ميدان العمل المدرسي حيث طرحت من خلاله عدة قضايا اجتماعية، جمعت بين العمل الأدبي والمهني، سلطت من خلالها الضوء على قصص إنسانية مؤثرة ضحيتها أطفال وفتيات في عمر الزهور.

نقلت للقراء عبر شخصية قصصي (ميساء جاسم) خبرتها وقصص نجاحاتها وإخفاقاتها في معالجة مشاكل طلبتها وهمومهم. تتنوع قصص الكتاب ما بين قضايا اجتماعية وإنسانية أبرزها (فئة مجهولي الأب ـ الإهمال الأسري ـ العطاء والتضحية من أجل الآخرين ـ بر الوالدين ـ الخيانة الزوجية والطلاق).

ساهمت الفنانة أمل خالد أمين بتصميم لوحة غلاف الكتاب إضافة إلى تصميم الرسومات التعبيرية للقصص القصيرة مع الفنانة أسيل خالد أمين.

اما مولودي الأدبي الثاني فهو أيضا عبارة عن مجموعة قصصية بعنوان (مقهى الموت)، تحتوي المجموعة على قصص من أدب الميتافيزيقا (ما وراء الطبيعة).

كما اشتملت المجموعة على قصص من أدب الفانتازيا.

وأيضا على قصص اجتماعية من البيئة العربية والبحرينية ومن البيئة الأجنبية، تناولت من خلالها بعض التجارب لحالات انسانية مثل فئة الأيتام والعنف الأسري والتشوه الخلقي والتنمر من المجتمع والفقر وتعدد الزوجات والصراع النفسي ما بين عدم تلبية حاجات تحقيق الذات والتقدير من الاخرين.

ساهمت أيضا الفنانة أمل خالد أمين برسم لوحة الغلاف وساهمت الفنانة أسيل خالد أمين برسم اللوحات التعبيرية الداخلية للقصص مع الفنانة أمل خالد أمين.

* هل لنا أن نعرف أقرب قصصك إلى قلبك؟

أحب القصص التي تتطرق إلى الواقع الاجتماعي في البحرين سواء كانت تتعلق بالقضايا الطلابية في المدارس أو القضايا الاجتماعية في المجتمع لأنني جزء من هذا المجتمع ومنه، لا يمكنني أن أنسلخ عنه، وجدت نفسي ككاتبة أسلط الضوء على هذه الظواهر لأنها تتعلق بالإنسان،  وأنا قبل أن أكون كاتبة أنا أخصائية اجتماعية، أحب أن أستمع إلى مشاكل الناس وهمومهم وأسعى إلى مساعدتهم بكل ما أمتلك من قدرات، لذلك تركت قلمي يعبر عن مكنونات الإنسان وجعلت حبري يشق طريقة في الكتابة.

* هل الفنان والأديب الموهوب هو من يستطيع التفاعل مع رصد الحركة الاجتماعية؟

طبعا، فالأديب تتجسد موهبته في نقل معاناة الوسط الذي يعيش فيه، سواء ان كان ذلك على مستوى الأفراد أو الجماعات أو المجتمع ككل، لأن الأديب هو أحد النشطاء البارزين الذين يمثلون دولتهم، قد تكون القصة التي ينقلها للناس حقيقية وقد تكون خيالية ولكن المهم أن يتكلم فيها عن قضية اجتماعية معينة بحسب الحركة الاجتماعية التي يمر بها مجتمعه، فكما للجندي سلاحه الكاتب المبدع أيضا لديه حبره وورقه، ومدى حنكته في نقل معاناة الناس  ورصده للحركات الاجتماعية المتمثلة بالجانب الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والصحي والأسري وغيرها.

* أنت عضو في العديد من المنتديات الثقافية والادبية ولك موقع خاص باسمك – فهل استطاعت الشبكة العنكبوتية تقديم الانتشار والتواصل المستهدف بين الأديب والمتلقي؟

طبعا .. أصبح العالم قرية صغيرة ووسائل التواصل عديدة ومتنوعة ومختلفة، لها الدور الأكبر في التوسع والانتشار لكل كاتب وكاتبة وطرح المواضيع بشكل سريع وتلقي الردود والملاحظات وأيضا النقد بشكل واسع، من وجهة نظري سهلت هذه الوسائل للكاتب سرعة بثه لقصصه ومقالاته وأفكاره وإبداعاته، وبالنسبة لي أتاحت لي فرصا عديدة في نشر قصصي وتلقي دراسات نقدية لها من كتاب ونقاد كبار من الوطن العربي، نتعلم منهم ونستفيد من ملاحظاتهم، أتاحت لي أيضا الفرص في المقابلات الأدبية وسهولة الحوار والتواصل السلس مع القراء، تبادل الفكر والمعارف والثقافات من خلال الانضمام إلى عدد لا بأس به من المجلات والمنتديات والملتقيات الأدبية والثقافية الالكترونية، انضمام اسمي إلى الرابطة العربية للآداب والثقافة كعضوة وتعييني سفيرة لها بمملكة البحرين، انضمام اسمي إلى الموسوعة العالمية للأدباء والكتاب وايضا إلى الدليل الإلكتروني للأدباء والكتاب العرب، أجدها فرص جميلة أتاحت لي المجال للتوسع والانتشار وإرضاء طموحي وأحلامي، فأنا عشقي للأدب عشق كبير لا حدود له

* هل عانيتي كامرأة مبدعة من ضيق المساحة المتاحة لك إبداعيا، وماذا عن معاناتك والتحديات التي واجهتها؟

كامرأة لم أعاني أبدا من ضيق المساحة إبداعيا، فأنا منضمة لعدد من الجمعيات الثقافية والأدبية في البحرين وأجد منهم التشجيع المستمر، كذلك أجد التشجيع من عائلتي وزوجي وأولادي وأصدقائي.

التحديات التي مررت بها في رحلتي الكتابية هي الأعباء والمشاغل العديدة التي تقع على كاهلي حيث كنت أقلق من أن يحدث تجاهها نوع من التقصير بسبب حبي للكتابة والأدب، فأنا أشغل وظيفة اختصاصية إرشاد اجتماعي أولى، أحب عملي وأسعى إلى أن أؤديه على أكمل وجه، كذلك أنا زوجة ولي أطفال متفوقين و موهوببن، أحثهم على الاجتهاد وأتابعهم باستمرار لكي يحافظوا على أدائهم الأكاديمي والابداعي، لذلك كثرة هذه الأعباء والضغوط أخذت من وقتي الكثير، فالكتابة تحتاج إلى وقت و عزيمة وقوة وصبر، وعلى الرغم من كثرة الأعباء والارتباطات، لم يمنعني هذا الأمر أبدا من مواصلة رحلتي في الكتابة وإصراري على الاستمرار فيها، والنتيجة أبصرت هذه الأعمال الأدبية النور خلال عام واحد، حيث وفقني الله أخيرا إلى تحقيق حلمي بإصدار مجموعتين قصصيتين (يوميات اخصائية اجتماعية) و (مقهى الموت).

* كيف تصوري لنا المشهد الأدبي في مملكة البحرين الان؟

المشهد الأدبي في البحرين فاعل جدا ونشط، تهتم أسرة الأدباء والكتاب في البحرين بعقد أمسيات ثقافية أدبية متنوعة كل أحد من كل أسبوع، والآن مع أزمة كورونا لم تتوقف فعالياتها حيث تستضيف كل أسبوع عبر اللايف انستجرام نخبة من الأدباء والكتاب والشعراء سواء من البحرين او الوطن العربي.

كما توجد العديد من النوادي الثقافية الأدبية مثل نادي أم الحصم الثقافي والرياضي ونادي كرزكان الثقافي والتي تهتم بشئون الأدب والثقافة والرياضة، وعقد المسابقات الأدبية المختلفة لتنمية وتشجيع الأدباء والكتاب وذوي المواهب، كذلك جمعية المحافظة الجنوبية الثقافية الاجتماعية، نشطة في مجال العمل التطوعي وتسعى الى تنمية روح الولاء والانتماء وتأصيل التراث الوطني الأصيل.

تزخر البحرين بالعديد من المكتبات التي تنشر الثقافة على أوسع نطاق والصفحات الأدبية والثقافية في الصحف المحلية.

* أصدرتي مؤخرا مجموعة قصصية، فكيف كانت هذه التجربة؟

كانت تجربة رائعة وجميلة ذقت فيها طعم فرحة الإنجاز فمنذ زمن طويل كانت تراودني فكرة تأليف هذا الكتاب، ومع العزيمة والاستمرار والصبر  وتوفيق الله عز وجل قبل أي شي استطعت تحقيق هذا الحلم، في أن أطرح لقراء العالم العربي كتابا تربويا مهنيا بنكهة ادبية سردية، أتمنى أن ينال على إعجابهم.

* لكل مبدع محطات تأثر وأب روحي قد يترك بصماته واضحة خلال مراحل الإبداع، فما هي أبرز محطات التأثر لديك، وهل هناك أب روحي؟

أبرز محطات حياتي كان ابرزها في المرحلة الإعدادية حيث كنت نهمة جدا للقراءة والاطلاع، بعدها المحطة الثانية حينما أصبحت في الثانوية العامة حيث بدأت حينها طفولة الكتابة حيث نشرت عددا لا بأس به من المقالات والقصص القصيرة على صفحتي بريد القراء وباقلام القراء بجريدة اخبار الخليج البحرينية ومجلة صدى الاسبوع.

كانت لي محاولات في كتابة قصص ما وراء الطبيعة وقصص الخيال العلمي ومحاولات ايضا في كتابة قصص الواقع الاجتماعي وكذلك الادب البوليسي.

وكل صنف من صنوف الادب كان لي ابا روحيا فروايات الادب البوليسي عشقت أجاثا كريستي وروايات الخيال العلمي أحببت الدكتور نبيل فاروق وروايات ادب الفانتازيا وما راء الطبيعة أحببت الدكتور احمد خالد توفيق، فلكل لون إبداعي تذوقته اهتماماتي الأدبية كان لها ابا روحيا.

* ما هي مكانة المرأة في المجتمع البحريني  حاليا؟ وكيف ترين الإبداع النسوي علي مستوي الوطن العربي؟

أصبحت المرأة البحرينية في الوقت الحاضر لها شأنا عظيما في مختلف المجالات وإنجازات عديدة تشرف بها وطنها على جميع الاصعدة، أما بالنسبة عن الابداع النسوي للمرأة في الوطن العربي ارى انه لا حدود لها، فالدول العربية ابدا لم ولن تكن عثرة في وجه طموح المرأة العربية واحلامها، إنما دعما مستمرا لها، وأرى انها عمودا قويا لصرح بنيان المجتمع وصورة مشرفة للانسانية.

* هل هناك نقاد في دولة البحرين؟

طبعا، ولهم الدور البارز في الحركة الثقافية والأدبية في البحرين ودعم الطاقات الشبابية.

* مشروعك المستقبلي – كيف تحلمي بة – وما هو الحلم الادبي الذى تصبو الي تحقيقة؟

حلمي في المستقبل تحويل مجموعتي القصصية الأولى (يوميات أخصائية اجتماعية) الى سلسلة قصصية، أجزاء يتناولها القارئ العربي ويستفيد منها بحكم انه كتابا يجمع بين اصول المهنة ومذاق الابداع الادبي، كما اطمح الى اصدار مجموعة قصصية منوعة ما بين قصص الفانتازيا والخيال العلمي وادب ما وراء الطبيعة، وإصدار مجموعة أخرى تتحدث عن القضايا والواقع الاجتماعي في البيئة المحلية البحرينية، احلم ايضا ان أخوض عالم كتابة الرواية وترجمة بعض اعمالي الى لغات أجنبية وتسويقها في أوروبا.

وعلى صعيد مجال مهنتي كاخصائية اجتماعية عمل دراسة اجتماعية وصفية حول احدى الظواهر الاجتماعية.

* واخيرا  ما الكلمة التي تحبي  ان تقوليها في ختام هذة المقابلة؟

الشكر الجزيل الى الاستاذ الأديب المبدع صابر حجازي على اتاحتي هذه الفرصة في طرح هذا الحوار الجميل، جزيل شكري وتقديري ودمتم برعاية الله وحفظه.