الراحل صاحب فكرة بناء أول استاد كروي
خليفة بن سلمان.. راعي النهضة الرياضية وداعًا
بصمات ومآثر عديدة للراحل في دعم القطاعين الشبابي والرياضي
الرياضة البحرينية.. تخسر داعمها وباني نهضتها
حضور متواصل بالفعاليات ورعاية للأحداث الرياضية
أسّس نادي الرفاع ووجّه ببناء المنشآت للأندية والاتحادات
توجيه سموه بتخصيص نصف يوم عمل باليوم الرياضي يعكس اهتمامه بالرياضة
إنجازات باهرة عاشتها الرياضية في حكومة خليفة بن سلمان
ودّعت مملكة البحرين باني نهضتها وأميرها المعطاء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء لتفقد رمزًا من رموزها وأحد أبرز رجالاتها الذي سخّر حياته في سبيل رفعتها وإعلاء مكانتها بين الأمم.
سيرة الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة حافلة بالبذل والعطاء وشملت كافة مجالات قطاعات الدولة، ومن بينها القطاع الشبابي والرياضي والذي حظي باهتمام ودعم سموه عبر العديد من المشاريع والمبادرات والمنجزات التي عزّزت مكانة البحرين على خارطة الرياضة البحرينية، حيث خسرت الرياضة في المملكة داعمًا كبيرًا وأبًا روحيًّا لها على مدى أكثر من 60 عامًا.
وقد أولت الحكومة برئاسة سموه اهتمامًا بالغًا بالحركة الشبابية والرياضية حتى أصبح هذا القطاع إحدى العلامات المضيئة لنهضة الوطن ورقيه، ولقد كان لسموه دور بارز في تشييد اللبنات الأولى لأركان الحركة الرياضية من خلال تأسيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة والمؤسسة العامة للشباب والرياضة وإشهار الاتحادات والأندية الرياضية واللجنة الأولمبية البحرينية.
تأسيس نادي الرفاع وعلاقته مع كرة القدم
منذ نشأة سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة في طفولته وصباه كان متابعًا لكرة القدم، وقد بارك سموه ودعم تأسيس نادي الرفاع (الرفاع الغربي سابقًا) عندما تم دمج الفريق الذي كان يحمل اسم سموه في منطقة الرفاع مع فريق الشيخ إبراهيم بن حمد آل خليفة، وقد حرص الراحل على المشاركة في تدريبات الفريق بكل تواضع وتوفير مختلف مستلزمات الفريق من كوادر فنية وإدارية وتجهيزات رغم مسئولياته الرسمية في الجهاز الإداري للحكومة حتى أصبح نادي الرفاع اليوم أحد أبرز الأندية الوطنية بفضل مؤسسه وداعمه خليفة بن سلمان.
صاحب فكرة أول استاد رياضي
ويعتبر الراحل صاحب فكرة بناء أول استاد رياضي لكرة القدم في المملكة، حيث إنه كان يحضر المباريات النهائية في الملاعب المكشوفة وكان يعايش هموم ومشاكل اللاعبين وقد طرح سموه على الاتحاد البحريني لكرة القدم في مطلع ستينيات القرن الماضي فكرة إنشاء استاد رياضي لكرة القدم فلقيت تلك الفكرة الترحيب من الاتحاد والمهتمين بالرياضة لتجد النور رغم محدودية الإمكانيات.
فقد افتتح يوم الجمعة 22 ديسمبر 1961 استاد الاتحاد بمنطقة المحرق ورعى الافتتاح الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة ولم يكتف الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة بطرح الفكرة بل دعمها ماديًّا عندما كان مديرًا للمالية بحكومة البحرين.
وفي مرحلة لاحقة وجّه سموه بأن يكون ضمن مرافق ومنشآت مدينة عيسى السكنية بناء استاد مدينة عيسى (استاد مدينة خليفة الرياضية حاليًّا بمنطقة مدينة عيسى) والذي افتتح رسميًّا عام 1969.
وفي عهد سموه شهدت البحرين طفرة كبيرة على صعيد بناء المنشآت الرياضية لاحقًا، حيث دعم الراحل بناء العديد من المنشآت الرياضية الكبرى مثل مدينة عيسى الرياضية ومدينة خليفة الرياضية اللتين تشكلان منارتين مضيئتين في سماء الرياضة البحرينية وكان لهما دور فعال في تنظيم العديد من المهرجانات والبطولات الرياضية الخليجية والعربية والدولية وإظهارها بالصورة المشرقة إيمانًا من سموه بأهمية توفير المناح الملائم والظروف المالية أمام شباب المملكة لممارسة هواياتهم الرياضية.
رعاية المسابقات
كان للراحل اهتمام بدعم ورعاية المسابقات المحلية في شتى الألعاب الرياضية، حيث وافق سموه على إطلاق “دوري كأس خليفة بن سلمان لكرة القدم” على مسابقة الدوري الممتاز لكرة القدم ابتداء من موسم 2006 – 2007 ولغاية موسم 2008 – 2009 مع توفير مكافآت مالية سخية للأبطال انطلاقًا من حرص سموه على تشجيع أبنائه الرياضيين.
كما تشرفت أسرة كرة السلة البحرينية باستحداث بطولة كأس خليفة بن سلمان لكرة السلة والتي أقيمت نسختها الأولى الموسم الماضي 2016/2017 ويحصل بطلها والوصيف على مكافآت مالية، ونالت المسابقة أهمية كبيرة وزخمًا تنافسيًّا من قبل جميع الأندية التي تتطلع للظفر باللقب والتشرف بالسلام على سمو رئيس الوزراء.
دعم سخي أثمر عن إنجازات باهرة
دعم صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة للحركة الرياضية في المملكة وتهيئة الأجواء المثالية أمام أبطالها ومنتسبيها قادها إلى تحقيق العديد من المنجزات والمكتسبات، حيث أصبح القطاع الرياضي والشبابي واجهة مشرفة وعلامة بارزة لنهضة الوطن ورقية، حيث حقّقت المنتخبات والأندية البحرينية العديد من الإنجازات المتميزة في مختلف الألعاب الرياضية.
وكان لدعم الحكومة الموقرة برئاسة سموه من خلال توفير الميزانيات وإقامة مشاريع البنية التحتية وإتاحة المجال أمام إشهار الأندية والاتحادات الرياضية دور بارز في تهيئة الأرضية الخصبة أمام أبناء الوطن للإنجاز والإبداع ورفع راية الوطن خفاقة وهو ما قاد أبطال وبطلات البحرين لاعتلاء منصات التتويج، ومن أبرز تلك الإنجازات فوز العداء أحمد حمادة بأول ميدالية ذهبية لمملكة البحرين في دورة الألعاب الآسيوية في النسخة العاشرة التي أقيمت بسيئول عام 1986 في سباق 400 متر، كما أنه أحرز أول ميدالية لبلاده بفوزه بالميدالية البرونزية في سباق 400 متر حواجز بدورة الألعاب الآسيوية التاسعة التي أقيمت في نيودلهي 1982م.
وعقب ذلك وبفضل اهتمام سموه بالقطاع الرياضي توالت الإنجازات في كلا من ألعاب الكرة الطائرة وكرة اليد خليجيًّا وعربيًّا، وتواصلت في كرة القدم وألعاب القوى والبولينج والرماية وكرة السلة وكرة الطاولة والرياضات العسكرية والسباحة ورفع الأثقال وبناء الأجسام والعديد من الإنجازات التي لا يتسع المجال لذكرها.
استقبال الأبطال
كانت الرياضة والرياضيون دومًا في قلب ووجدان صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان، وقد حرصت الحكومة برئاسته على توفير كافة وسائل الدعم والمساندة للحركة الشبابية والرياضة ماديًّا ومعنويًّا، بل إنه تعدى ذلك ليصل إلى استقبال الأبطال والبطلات وتقديرهم وتكريمهم والثناء عليهم، حيث دأب الراحل على استقبال أصحاب الإنجازات الرياضية وتشجيعهم لأنه يؤمن بأن الرياضي المنجز هو ثروة وطنية كبيرة.
كما أن الراحل كان يحضر البطولات ويكرم الأبطال ويرعى الكثير من المسابقات ويتواصل مع الرياضيين ويبادلهم الأحاديث الودية انطلاقا من سجاياه الكريمة المتمثلة في البساطة والتواضع.
اليوم الرياضي
ومن أهم مظاهر دعم سموه للحركة الرياضية هو الأمر الصادر عن سموه عام 2017 بتخصيص نصف يوم عمل للنشاط الرياضي، بمناسبة اليوم الرياضي الوطني لمملكة البحرين، وتوجيه سموه الكريم لكافة الوزارات والهيئات الحكومية، بتنظيم فعاليات رياضية في هذا اليوم تتيح لموظفيها المشاركة فيه، لتحقيق ما يهدف إليه صحيًّا واجتماعيًّا وتعزيز مفهوم الرياضة للجميع ورفع مستوى الوعي بأهمية الرياضة ودورها في حياة الفرد والمجتمع، وهي من المبادرات الكفيلة بالحفاظ على صحة الفرد عبر تواصل ومشاركة مجتمعية بين أفراد المجتمع البحريني لتدل على الرؤى السديدة لسموه الكريم، نحو تحقيق تنمية مستدامة في مملكة البحرين.