+A
A-

في رحاب الفقيد الكبير تتجلى أجمل المعاني والشمائل

يعود الناشط الاجتماعي والمهتم بالعمل الخيري والدعوي علي أحمد الرويعي إلى العام 1997، وكان حينها قد نشر مقالًا في الصحافة، وفي زيارة لمجلس فقيد الوطن الكبير وحظي بثنائه وتقديره المعتاد، وحينما هم بمغادرة المجلس قال له المرحوم عبداللطيف الرميحي أن سموه يشجعك ويثني على كتاباتك، ويتابع كل صغيرة وكبيرة مما تتناوله الصحافة المحلية، وهو أمر ليس مستغربًا منه رحمة الله عليه.

ذكريات صديق قديم

تلك مقدمة استهلها الرويعي للحديث معزيًا البحرين، ملكًا وحكومةً وشعبًا، برحيل القائد والوالد المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، ويقول :"لقربي من سموه ومن مجلسه حيث اعتدت على حضوره بشكل دائم، رأيت كيف أنه كان يحرص على التواصل مع الناس ويسأل عن الجميع، وذات مرة حينما سألني رحمه الله، لكوني من أهالي "الرفاع – البوكواره".. هل تعرف "محمد الكواري.. هو صديق قديم أعتز به كان يعمل في شركة بابكو"، وكان يقصد الصديق العزيز محمد عبدالله الكواري فأبلغته سلام سموه وفي ذلك دليل على أنه لا ينسى من ربطتهم به العلاقة الطيبة منذ الطفولة والشباب.

مع سوار الذهب

وأتذكر، والكلام للرويعي، أنه في العام 1995، كان لدينا لقاء رتبته مع سمو الأمير الراحل الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه مع إحدى الشركات الدولية، وكان ذلك في يوم وفاة يوسف ارحمه رحمة الله عليه، وحرص سمو الشيخ عيسى طيب الله ثراه على حضور اللقاء وعدم الغائه، وكنت البحريني الوحيد بينهم وكان اللقاء بحضور فقيد الوطن "أبا علي"، فسألني الشيخ عيسى :"هل أنت معهم؟"، فأجابه الراحل الكبير سمو الأمير خليفة بن سلمان :"هذا ولدنا الرويعي"، وكان "أبا علي" رحمه الله يحب التواصل مع الناس ويتذكر القصص والمواقف من باب محبتهم لشعبه.

ويستذكر موقفًا إبان زيارة الرئيس السوداني الأسبق ورئيس منظمة الدعوة الإسلامية المشير عبدالرحمن سوار الذهب رحمة الله عليه، وكان هناك لقاء مع سموه بحضور الشيخ عبداللطيف آل محمود بشأن منح ترخيص لمكتب المنظمة، وحينما عرض الأمر على فقيدنا الغالي، وجه الأخ ياسر الناصر في الحال وطلب مني المتابعة معه، وأفاض ذلك الغبطة حتى أن المرحوم سوار الذهب قال لفقيدنا أن الرويعي يزورنا دائمًا في السودان فرد عليه "أبا علي":"هؤلاء عيالنا عيال البحرين.. نثق بهم وهم يقومون بأدوار نعتز بها"، فالراحل الكبير زرع في أبناء شعبه أثمن وأعلى معاني الإخلاص في العمل والتفاني من أجل الوطن.

وطن له مكانة عالية

ويرسل المدير التنفيذي لمجمع المعلم السيد ماجد محمد السليم أحر التعازي إلى البحرين، ملكًا وحكومةً وشعبًا، معبرًا عن الاعتزاز بجهود البحرين على طريق النهضة والتطور، ويشير إلى أن المشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه يمثل انطلاقة متجددة للتقدم في مختلف المجالات، فيما كان فقيد الوطن الكبير رحمه الله هو العضد والسند لجلالة الملك حفظه الله، وشهدت البحرين إنجازات كبرى يشهد لها القاصي والداني، هندسها وصممها ونفذها الراحل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه، واليوم، نحن نشهد معالم جهوده في القطاعات التعليمية والصحية والاقتصادية والاستثمارية والصناعية، فقد كان رحمه الله بحق قائدًا سخر كل حياته من أجل بناء وطن له مكانته العالية.

ولاشك أن الحزن على فقد "أبا علي" كبير، لكنها مشيئة الله جل وعلا، ولله الحمد، فالخلف في الأبناء والأحفاد وهنا نقدم تعازينا لهم وللعائلة المالكة الكريمة، سائلين المولى العلي القدير أن يلهمنا وإياهم الصبر والسلوان وأن يتغمد فقيد الوطن الكبير في واسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وكلنا على ثقة بأن منهجه ومدرسته ستبقى معلمًا لأبناء البحرين يسيرون فيها على خطاه رحمه الله.

رمز لرفعة الوطن

ويثني الرئيس التنفيذي لمجموعة الحقيل الطبية السيد محمد قاسم العمري على مسيرة المشروعات الكبرى التي تحققت على يد فقيد الوطن الكبير المغفور له بإذن الله صاحب السمو السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراه، ومع خالص تعازينا ومواساتنا إلى البحرين، ملكًا وحكومةً وشعبًا، فإننا نتقاسم المشاعر في هذا المصاب الجلل، وبإيمان تام بقضاء الله وقدره، ونسأل الله أن يجعل الجنة مثوى فقيد الوطن الذي تعلمنا منه الكثير، فهو رجل المواقف الصعبة ومنار الحكمة والقائد الذي كان حتى آخر أيام حياته منشغلًا بالاطمئنان على أمور الوطن والمواطنين، ويتابع شؤونهم، وفي الحقيقة، أنا ورئيس مجلس الإدارة الدكتور أمجد الحقيل ونائب رئيس مجلس الإدارة الدكتور عاطف حلاوة وموظفي المجموعة نعبر جميعنا عن الإعجاب الكبير بهذه الشخصية التي زرعت في نفوسنا أجمل المعاني للعمل من أجل رفعة الأوطان وتقدم الشعوب.

ويشير العمري إلى أن من مناقب الراحل الكبير أنه استطاع خلال العقود الماضية من تحقيق إنجازات على مستوى البحرين وخارجها، حتى أن هناك العديد من المبادرات المتميزة على مستوى العالم، حملت اسم "خليفة بن سلمان" سواء من جوائز على صعيد التنمية البشرية والنهضة أم على مستوى المبادرات الرامية إلى تحقيق الاستقرار والأمن والسلام في العالم أجمع، ولنا أن نفخر نحن أبناء البحرين، بأننا نواصل الركب مستنيرين بتعليمات وتوجيهات الراحل الكبير، والحمد لله أننا نعيش في وطن تلتف قيادته وشعبه حول بعضهم البعض، ويعمل الجميع من أجل أن تكون البحرين في مقدمة الدول دائمًا وأبدًا.