العدد 4414
السبت 14 نوفمبر 2020
banner
وداع أمير القلوب.. اليوم المؤلم بذاكرتنا الوطنية
السبت 14 نوفمبر 2020

يوم الوداع هو ذروة الفجيعة الوطنية الكبرى. نشيج البحرين بلغ مداه. وكل الجوارح تنوح وتنتحب بهذا اليوم المؤلم بذاكرتنا جميعا، إذ بأمر العزيز جل وعلا رحل العم العزيز، كما يلقبه صاحب الجلالة الملك المفدى في كل كلمة ولقاء ومحفل.

ولا أثقل في القلب من أن يحمل الابن نعش والده لمواراته الثرى. وكلنا عشنا في كنف الراحل الكبير، واليوم بعد رحيله سنستمر في تجسيد مدرسته في العطاء والخير والمحبة. لقد نهل الجميع من فقيد البلاد قيم العمل والاخلاص والتفاني. وأنه مهما كبرت المسؤوليات التي ينهض بها الشخص فيجب عليه ألا يبتعد عن الناس، وإنما يجب أن يكون أكثر قربا منهم.

نواسي الأسرة البحرينية بالفقيد الكبير. وكلنا نعلم حجم الخسارة الموجعة التي لا تعوّض. وأكثر ما يؤلم حرمان الظروف الأخيرة المشاركة الشعبية لتشييع الراحل الكبير، ولكن ذلك لم يمنع البحرينيين من فتح العزاء في كل بيت ومجلس ومأتم، لأن المصاب واحد لدى كل فرد.

الحياة والدولة جمعتا الأميرين الشقيقين.. الراحلين الكبيرين عيسى بن سلمان وخليفة بن سلمان طيب الله ثراهما.. وأديت صلاة الجنازة على فقيد الوطن في جامع يحمل اسم أعز الأسماء بتاريخ البحرين.. جامع الشيخ عيسى بن سلمان.. وتستمر ملازمة الشقيقين بأن يتجاور قبراهما بالحنينية، ليذكرنا ذلك بشخصيات جليلة حفرت اسمها في وجدان البحرينيين وتركت بصماتها الخالدة علما وعملا.

رحم الله الأمير المحبوب الذي حمل رسالة الدفاع عن الوطن بلا هوادة، وعلمنا أن سر قوتنا في وحدتنا.

اللهم ارحم روحا صعدت إليك.. ولم يعد بيننا وبينها إلا الدعاء.. اللهم ارفع درجاته.. واغفر له يا الله.. وافسح له في قبره.. ونور له فيه.

اللهم إنها الليلة الأولى في قبره.. يا رب هون عليه ليلته.. وانس وحشته.. ووسع مدخله.. اللهم انه ضيفك.. وانت خير مضيف.. اجعل أول ليلة له في قبره خير لياليه.. اللهم ثبته عند السؤال.. واجعل قبره روضة من رياض الجنة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية