+A
A-

فيديو "البلاد": مدير المعهد الجعفري: مضى من سقى بالحلم أرضا

خليفة العزِّ والمجد
رثاء صاحب السمو الأمير خليفة بن سلمان

أطـار بـكَ النـاعي فـؤادَ بـلادِنا
غــداةَ نعى في نعيكَ المجــدَ والفخرَا

نعاكَ فطار اللبُّ منْ كلِّ مخلصٍ
وأعـجزَ فقدُ الطـودِ عنْ قلبِنـا الصبرَا

    وبحرينُنا لمَّــا بَكَتْ ســالَ دمعُها

بجمرِ الحشا والحزنُ قد أحرقَ الصدرَا

بكتْ فغدتْ بِيضًـا لفقـــدكَ أعينٌ
 وقــد ذرفــتْ حــزنًا مــدامعُها حُمــرَا

بكتكَ فجارَتْ جودَ كفَّيْك وارتوى
  ترابٌ بدمـعِ العينِ إذ سـاجلَ القــطرَا

وتلك قنــاةُ العـزِّ بعـدكَ قـد غـدتْ
  شظايا بأفئــدةٍ نالــتْ بفقدِكمُ الكــسرَا

لفقـدكَ جـرحٌ في حشانا، ولن يجدْ
  معـالجُه طــولَ الدهــورِ لــه ســـبرَا

قفوا وانشدوا البحرينَ أين عمادُها؟

ومن كانَ يومَ الروعِ يفترسُ النسرَا؟

نعم قد مضى عزًّا وذخرًا وصارمًا

ومن كانَ درعًا في الوغى يرتقُ الثغرَا


وقد أيتمَ البحرينَ أرضًا بشعبِها

ومَـنْ كـان فيهـا والــدًا لم يــزلْ بَــــرَّا


فتًى كان سيفًا فاصلًا، وذكاؤه

نبـاهي بـه الدنيــا ونعتلي الشِّــــــعرَى


فتًى قد بنى الأمجادَ في موطنِ العُلا

وقــد سطَّـرَ الأقـوامُ من فعلِـهِ شُــكرَا


بنى وبنى حتى اشمخرَّتْ بلادُنا

تُبـاهِي بأبنــاها وأمجادِهـــا فخـــــرَا


وكان كرضوى في الرَّزانةِ والحِجا

وأرحبَهـــم في كــلِّ مُعضـلةٍ صدرَا


إذا ما ذكرْنا في المجالسِ اسمَهُ

تعطَّــرتِ الدُنيــا فطبَّقهـــا نشــــرَا


مضى منْ سقى بالحِلمِ أرضًا تتوَّجتْ

بأطـيبِ أخــلاقٍ فأنجبتِ العِطــرَا


تُرى هل درى الناعي بأنَّ قلوبَنا

تجرّضعتِ الأمواسَ والبِيضَ والسُّمرَا؟


تُرى هل درى الناعي بأنَّ نعيَّهُ

أذابَ فؤادَ المجدِ بل كسر الظهرَا؟


 وحزَّ نياطَ المجدِ والعزِّ والنُّهى

وصار بأضلاعِ النُّهى موريًا جمرَا؟


فيا حاملي طودَ العُلا هل علمتمُ

بحملِ عمادِ العزِّ منْ يُخجلُ النهرَّا


ويا دافني المجدَّ الأثيلَ بتربةٍ

سمعتم بكاها وهي تحتضنُ البحرَا؟
لقد كان إنْ جنَّتْ علينا حوادثٌ
يشقُّ لها منْ وَمضِ نظرتِه فجرَا

وإنْ أجدبتْ دنيا الكرامِ رأيتَه

بمبسمٍ يُجلي بالندى والعطا ثغرَا

أبًا كان للبحرينِ بل طودَ عزِّها
 لها نافحَ الدنيا وقد أعجز الدهرَا

مضى ابنُ جلاها وابنُ رِفعةِ مجدِها
ومنْ قام للعليا فزِيدتْ به فخرَا


 
يوســف أحمـــــد حســــن جمعـــــــة
مدير المعهد الديني الجعفري
12/11/2020م