العدد 4417
الثلاثاء 17 نوفمبر 2020
banner
“أبوزينب”... لم يسمع كلمة “بابا” أشهراً!؟
الثلاثاء 17 نوفمبر 2020

أنعمَ الباري تعالى على شامل مخلوقاته بنعم لا يُمكن عدّها، فيكفي هذا المخلوق الذي يحمل “حُنّو” الأبوة كواحدٍ من جُملة هذه المخلوقات، أنْ تكتسب مفردته – الأبّ - في كلّ الشرائع السماوية؛ عمق المعاني وسّو الدّلالات التي أنعم هذا الخالق العظيم بها على جميع عباده دون استثناء، باعتباره “الروح” والمؤثر و”العَمَد” الرئيس، الذي يستلزمه الاهتمام بمحيطه العائلي، ولاسيما فلذات الأكباد من البنين والبنات، ورعاية مطالبهم وتلبية احتياجاتهم وتحقيق آمالهم وحماية مصالحهم التي تتلاشى إذا ما غاب دوره الذي ينعكس على منهجية نشأتهم وبناء شخوصهم التي تُحقّق السعادة وتُحصّل الغايات وتنشد الآمال حتى يستشعروا من خلالها وثيق الحماية وكبير الرعاية وكامل التوازن ونماء التربية وحنان الأبوة الذي ينقطع نظيره في أجواء تطغى عليها الشّدة والحزم تارة، والرفق واللين تارة أخرى.

أشار عالم النفس النمساوي “فرويد” إلى أنّه لا شيء في الطفولة مهم بقدر الحاجة للشعور بحماية الأبّ الذي وصفه بوَتَد العائلة جسدياً ووجدانياً في بناء الأسرة، خصوصا الأطفال الذين يحظون بالدّور الفعّال منذ الصغر، لتأثيراته الإيجابية اجتماعياً ودراسياً وسلوكياً دون أنْ يقتصر دوره على “ماكينة سحب النقود”! أو أنّْ يُغيّب هذا الدور (قسريّاً) كحال المواطن “أبوزينب” الذي ينشد المعنيين مساعدته في رؤية طفلته ذات الربيعين منذ أشهر عدة، بعد أنْ شاءت الأقدار افتراق الوالدين عن بعضهما؛ لتبقى “زينب” بعيدة عن والدها الذي استُصدر له حكم قضائي إجباري النفاذ لرؤية فلذة كبده الوحيدة التي رُزق بها بعد انتظار دام (10) سنوات، إلا أنّ في قلبه حسرة وألما بعد أنْ استنفد – على حدّ قوله - كلّ الوسائل وطَرَقَ جميع الأبواب دون جدوى.

نافلة:

بغض النظر عن علّة الافتراق بين الزوجين بالطلاق أو الخلع أو الانفصال أو ما شابه، كحالة المواطن أبوزينب، إلا أنّ الأمر المُحزن قد بدا في قانون الرؤية والاستضافة الذي تستغله – بعض - النساء في وقتنا الحاضر كـ “غنيمة باردة” وسلاح فتّاك لإذلال الرجل وتهميش دوره بعد حرمانه حقّه “عُنوة” من رؤية فلذات كبده أو تمكينه من زيارتهم، بما يُعدّ “قطعاً” لصلة الأرحام لم تُجوّزه شريعة السماء – انظر سورة البقرة، آية 233 - عند حصول الفرقة بين الزوجين، بل هو تناسٍ واضح لثمرة الزواج التي تُبقيهم، وهم في حيرة من أمرهم، تحت رحمة اليتم الحتمي وغُربة العُقد النفسية بقاعات المحاكم، في مشاهد مأساوية حقيقية تنفطر لها القلوب، بعد أنْ يُمزّقها حزن الآلام على الفراق، ولوعة الأوجاع عند انقطاع كلمة “بابا”!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية