العدد 4418
الأربعاء 18 نوفمبر 2020
banner
ريشة في الهواء أحمد جمعة
أحمد جمعة
أمة تحفظ إرثك لن تضيع
الأربعاء 18 نوفمبر 2020

لن أقول وداعًا، لن أحزن بعد اليوم، لن أنسى أبدًا.. لن أفتقدك أبدًا.. فأنت الخالد بعطائك، وأنت زارع البسمة والإشراقة، وأنت الحاضر بيننا لذلك لن أحزن لفراقك لأنك باقٍ ما حييت ولأنك بالوجدان، أنت القائد والأب والأخ والصديق والحامي، لن يمحو الزمن حضورك، ستبقى شمسك ساطعة بما أعطيت وحميت وأسست.. ووضعت القواعد والمناهج، وجعلت من إنسانيتك محط ونبع هذا الحب العاصف كالشلال، كيف لا وسموك طيب الله ثراك رجل دولة وقائد مسيرة البناء والتنمية ومؤسس قاعدة الوطن تتعاطى مع تلك الساعات الحالكة المظلمة والتحديات بشموخ الجبل؟ كيف لا وأنت تفكر وتتحدث وتتأمل؟ كيف لا وأنت تعالج وتداوي؟ كيف لا وأنت تساعد وتدعم؟ كيف كنت تبتسم وقت الصعاب والمحن فتطمئن القلوب، ما رأيتك طوال فترة المحن والصعاب إلا رجلا يقوي من عزيمة كل من حوله.

نحن اليوم بشبه حالة من الضياع بدونك، سواء أدركنا أم لم ندرك حجم الفقد، نحن اليوم بضياع من غيرك... فقط لو سرنا على نهجك وأوفينا لعهدك وتحلينا بقيمك وشيمك، كثيرًا ما كنا كوطن وشعب بمهب الريح ولولاك ما انتبهنا بيقظة لما يجري ويحوم حولنا، كنت الربان الجسور لا تبحر السفينة من دون توجيهك، وهناك بين مختلف الجهات، كانت ترسو سفينتنا بمرفأ الأمان والاستقرار.

أثبت أنك رجل الصعاب والمهمات والوفاء، خليفة الوفاء لهذه الأرض إنك بمكانة الاسم الذي احتل قلوب أبنائه من الذين عانوا وكنت عونًا لهم، إنك معهم وسندهم والمدافع عنهم والذي لم يترك لحظة تمر من دون السؤال والاستفسار والمتابعة، ومازلت أذكر تلك الليالي شديدة الوطأة علينا جميعاً كبحرينيين حينما احتشد الألوف من أبناء هذه الأرض الطيبة عند قصرك بالرفاع يؤكدون البيعة والوفاء والإخلاص، كان ليلاً ثم فجراً ثم نهاراً ثم إشراقاً فتح الله على البحرين بالسلامة والأمن والاستقرار... هذا هو ميراثك الذي علينا حفظه وصيانته من الضياع، متمنياً ومتضرعاً أن تدوم هذه النعمة علينا جميعاً بلا استثناء وبلا تمييز وبلا احتقان بين أبناء هذه الأرض التي بنيتها بعرقك وصحتك وجهدك وعبقرية رؤيتك السديدة.

كنت سموك طيب الله ثراك رجل دولة وقائد مسيرة البناء والتنمية ومؤسس قاعدة الوطن تتعاطى مع تلك التحديات بعظمة القائد الإنسان.

شعرت لوهلة أننا ضعنا بدونك يا خليفة الحب... لكن تأملت ما تركته لنا من إرثٍ وقيم وقواعد ووفاء، فأدركتُ أن أمة كتب لها رجل وقائد مثلك لن تضيع شرط أن تحفظ إرثك.

 

تنويرة:

لك وفائي ما حييت يا نبع الوفاء.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .