+A
A-

صحيفة البلاد تنفرد بحوار طبيب سمو الأمير الراحل خليفة بن سلمان آل خليفة

حاورت صحيفة البلاد د. حسام نور رئيس الفريق البحريني الطبي المرافق برحلة علاج صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه.
وتوقف د. نور عند عديد من المواقف العالقة بذهنه خلال ملازمته فقيد الوطن طيلة السنوات الماضية وحتى صعود روحه الطاهرة لبارئها.
وقال د. نور أن البحرين كانت حاضرة بقلب الأمير الراحل كل يوم.

 

 

يشار الى أن د. نور استشاري لأمراض القلب وقسطرة القلب والشرايين، ويرأس وحدة قسطرة القلب بمركز محمد بن خليفة بن سلمان التخصصي للقلب.
 

 

وفيما يأتي نص الحوار:

من خلال تواصلك مع سمو الأمير الراحل.. ما أبرز المشاهد العالقة في ذهنك ولا تغادرك؟

لدي موقف عالق في ذاكرتي، ولا يمكن أن أنساه عندما كان سمو الأمير الراحل متعبا على فراش المرض. في صباح هذا اليوم ذهبت لسموه لأستفسر عن حاله جريا على العادة، وسألته عما اذا كان نومه مستقرا، ولكن سموه رد علي بأن نومه لم يكن على ما يرام، فانتابني القلق، وزدت في سؤالي عن السبب، فأجابني سموه بأنه كان يفكر في البحرين وأهل البحرين.

عقّبتُ على ما ذكره الأمير الراحل بابتسامة.. وقلت لسموه بأنك الآن في حالة مرضية فيمكنك تأجيل ذلك لما بعد انقشاع هذه الحالة، ولكنه أجابني بأنه يعتبر البحرين جزء منه ولا يمكن أن يفصلها عن نفسه. هذه كانت مقولته رحمه الله ولا يمكنني أن أنسى هذا المشهد وما ذكره.

 

 ما أبرز التوجيهات التي شهدتها من سمو الأمير الراحل طيلة فترة ملازمتك له بالأعوام الماضية؟

تعلمت الكثير من سمو الأمير الراحل. كنت سابقا أعرفه عن بعد وبما أنجزه من نهضة للبحرين طيلة حياته، ولكن عندما تكون بالقرب منه فإنك تقترب من قامة كبيرة. كانت لديه قدرة على لم الناس، وحبه للناس لا يوصف.

تعلمت الكثير من سمو الأمير الراحل. انه شخص دقيق على الوقت، ودقيق في صحته، ودقيق بمواعيد أخذ أدويته، ودقيق في كلامه، ودقيق في تغذيته، ودقيق في النوم. تعلمت منه الكثير فيما يتعلق بالدقة والالتزام. 

وللأمانة فإن الجميع يشهد بعطاء ونبل شخصية سمو الأمير الراحل. لقد عشت عديد من المواقف ورأيتها بعيني عن توجيهات سموه. انه رجل طيب ومحنك.

  

يوم الوداع هو أكثر الأيام فجيعة بالبحرين.. ولولا ظروف انتشار جائحة كورونا لشارك كل أهل البحرين في تشييع الأمير الراحل.. والتقطت صورة مؤثرة لك وأنت ترفع الجنازة.. كيف كانت مشاهد المرحلة الأخيرة؟ 

المرحلة الأخيرة قبل وفاة سمو الأمير الراحل كانت صعبة جدا، وكان الشعور الأصعب أن نحزم حقائب العودة للبحرين من دون سموه بعكس كل المرات السابقة. في هذه اللحظة شعرت بفراغ كبير. ولا يمكن أن أنسى هذه المشاعر الصعبة.

حتى عندما قرر سموه أن نغادر البحرين للعلاج بالخارج فإن هذا القرار لم يكن سهلا. كان دائما يقول بأنه يريد العلاج في ديرته (البحرين). رحمه لله كان يثق بالمنظومة الصحية البحرينية وبعناصرها.

 

المجتمع الطبي يحظى باهتمام كبير من سمو الأمير الراحل.. حدثنا عن ذلك؟

كان سمو الأمير الراحل يستفسر دائما من الفريق الطبي المرافق عن الحالات المستجدة بمركز محمد بن خليفة بن سلمان التخصصي للقلب. كان يسأل بشكل شبه يومي.

وكانت أسئلته دقيقة وشاملة، بالاستفسار عن المرضى، وعن الحالات الحرجة بالعناية القصوى، وعن أي مصاعب تعيق علاجها، ليتدخل ويصدر توجيهاته لاتخاذ اللازم.