العدد 4419
الخميس 19 نوفمبر 2020
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
“والدي خليفة بن سلمان لن أنسى وقفاتك معي ما حييت”
الخميس 19 نوفمبر 2020

أيام مضت على رحيل سمو الأمير الوالد خليفة بن سلمان طيب الله ثراه وشعب البحرين لم يستوعب رحيله لحد الآن، كيف نقتنع برحيله ونحن منذ أن وعينا على هذه الدنيا نجده الأمان والاستقرار والقوة والسند لهذا الوطن، كان والدا لشعب بأكمله مواطنا كان أو مقيما، يتابع أحوالهم ويسمع همومهم ومشكلاتهم.

يصعب على الإنسان أن يستوعب كيف أن رجلاً بحجم الوطن يمد ظله لكل الناس ويحتويهم ويشجعهم ويقف إلى جانبهم في الملمات... هذا هو سمو الأمير الوالد خليفة بن سلمان رحمه الله، فمازلت أذكر كيف احتواني بعطفه واهتمامه، عندما ضاقت صدور البعض بكلمات سطرتها وانتقدت فيها تجاوزات إحدى الشركات الكبرى، فعمدت إلى رفع شكوى ضدي، وكانت تجربة لم أستوعبها ولم أمر بها من قبل، وأنا الصغيرة المغمورة التي مازالت تخطو خطواتها الأولى في عالم الكتابة والصحافة.

ولم يدر بخلدي وأنا أعاني من سطوة القلق وخفاء مآلات القضية أن أرى والدي الراحل يقف بجانبي يطمئنني قولاً ويحميني فعلاً، كنت أسمع عن مكارم أخلاقه وإنسانيته ومواقفه، إنما ما مررت به جعلني أعرف عن قرب هذه الصفات العظيمة وألمس الحنية الأبوية الجميلة التي زادتني عشقاً لهذه القامة الطيبة.

من المؤسف أن مساحة المقال لا تستوعب كل الذكريات مع سموه، فدوره معي في حمايتي كان كبيراً وكلماته لي وشكره الدائم لوطنيتي وإعجابه بمقالاتي كانت كثيرة وكانت الدافع الأكبر لي للاستمرار بكل وطنية وحب، كتبت الكثير من المقالات إنما لم يخطر ببالي أني سأكتب عن رحيل هذا الإنسان العظيم الذي أسرني وأسر العالم بحنكته ودهائه وعفويته ورقي أخلاقه، كان فخراً للبحرين وسيبقى، فالعظماء لا تنقطع آثارهم بل تبقى خالدة تتناقلها الأجيال. رحم الله أمير الإنسانية الحاني العطوف باني نهضة البحرين الوالد خليفة بن سلمان، ونتضرع إلى الله العلي القدير أن يسكنه فسيح الجنان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .