+A
A-

صانع الدمى جاسم: نطمح بمنهج معترف فيه لرياض الأطفال لفن العرائس

تعود صناعة الدمى إلى فترات سحيقة من التاريخ، وكانت أغلبها ترتبط بأنواع من العبادات والطقوس الدينية، ففي المراسم الفرعونية مثلا كانت تقتضي إقامة حفلات جنائزية تستخدم فيها الدمى المتحركة التي كانت تصنع من الخشب أو من جلد الحيوان محشو بالتبن أو القش، وهناك دمى أخرى تصنع من سعف النخيل أو أغصان الأشجار أو ثمار بعض النباتات التي كان لها أيضا صفة دينية، كما صنع المصريون القدامى نماذج أخرى من الدمى المتحركة تمثل أرباب الحرف والصنائع، كنماذج إيضاحية لحركات العاملين والعاملات في استخدامهم بعض الآلات، أو تصنيعهم بعض منتجاتهم الزراعية، وقد راجت هذه الصناعة عند الفراعنة، حيث برعوا في تمثيل الجند في فيالقهم وهم مدججون بالأسلحة، كما شكلوا أيضا تماثيل ودمى للملاحين والبنائين وأرباب الصناع المختلفة.

من جانب آخر، كانت الدمى تستخدم عند الشعوب البدائية لتحقيق أغراض سحرية، فتصنع على هيئة أقنعة يحرك تقاطيعها الساحر الذي يرتديها، وقد تصنع على هيئة تماثيل مجوفة لأشغال الجن أو وجوه الحيوانات والوحوش الكاسرة، فيرتديها الكهنة ويؤدون بها رقصات مختلفة، ولا تزال بعض الشعوب الإفريقية تستخدم هذه الدمى في الحفلات الدينية لجلب الخير إلى أهل القرية وطرد الأرواح الشريرة عنهم وشفائهم من الأمراض.

في البحرين يعتبر الفنان أحمد جاسم نائب رئيس مسرح البيادر من أهم مصممي الدمى والعرائس ولديه خبرة طويلة في هذا المجال، حيث يمتلك ورشة في المنزل يصنع فيها مختلف أنواع الدمى وبشخصيات مختلفة محببة عند الأطفال، وتختلف مراحل صناعة الدمية عنده حسب النوعية، فهناك الماريونيت ودمية القفاز والعصا والدمى المسطحة وغيرها، حيث لكل دمية خطوات تختلف عن غيرها.

ولم يكتف جاسم بورشته المنزلية، وإنما شرع في نشر مختلف أنواع الدمى التي يصنعها عبر حسابه في "الانستقرام" لتعم الفائدة خاصة عند الأطفال الذين ينجذبون بشكل كبير إلى الدمية مهما كان حجمها وشكلها.

أحمد جاسم يطمح بوجود مركز لفن العرائس في البحرين تتبناه إحدى الوزارات المعنية بالفن والثقافة والطفل، بل ويطمح أن يكون هناك منهج معترف فيه لرياض الأطفال والمرحلة الابتدائية.