+A
A-

حضور قوي للبحرينية بـ “الخارجية”... وأكثر من ربع المديرين نساء

- البحرين حافظت على المتوسط المعقول بالحضور النسائي في السلك الدبلوماسي

- تحسنت نسب “الخارجية” في التقرير الوطني للتوازن بين الجنسين

- الوزارة حققت نموًّا إيجابيًّا في مستوى الترقيات ووصول المرأة إلى المراكز القيادية

- لإيجاد شبكة اتصال بالدبلوماسيين السابقين وأسرهم للاستفادة من خبراتهم

قالت الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة هالة الأنصاري بورقة عملها في منتدى البلاد بمناسبة يوم المرأة البحرينية “إن هذه المناسبة لها وقع خاص ومكانة عزيزة في قلوبنا كنساء وفرحتها تغدو أكبر عندما نرى دعم الرجل البحريني ومشاركته واستماعه لشؤون وشجون المرأة البحرينية، وحرصه على التعبير في كل موقف عن فخره بإنجازات شريكته في الحياة والبناء”.


وأضافت أن ما يميز يوم المرأة البحرينية انه جاء بمبادرة كريمة من قرينة عاهل البلاد رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة في العام 2008.


وصفة النجاح
وقالت “إن يوم المرأة البحرينية يجسد وصفة النجاح للمرأة البحرينية التي قرأت وحفظت كتاب الله منذ القرن التاسع عشر، وتعلمت وعلمت ضمن مسيرة التعليمية الثرية بعد أعوام قليلة سنحتفي بمئويتها، كما وشاركت إلى جنب الرجل في نهضة الوطن على مر مسيرة طويلة وهو ما تؤكد عليه الرؤية الملكية”.

جانب من المشاركين
وأكدت الأنصاري “جاء اختيار شعار يوم المرأة البحرينية هذا العام بحسب توجيهات قرينة عاهل البلاد رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة لإلقاء الضوء على عطاء المرأة في مجال حيوي ومهم وهو العمل الدبلوماسي، ولبيان عمق مشاركة المرأة واثرها”.


وأضافت: منذ العام 1999 رأينا حضورا قويا للمرأة البحرينية كسفيرة تمثل بلادها وتقلدت موقع سفيرة في عواصم عالمية مهمة بين العام 1999 حتى اليوم، وحاليا توجد بهية الجشي سفيرة لمملكة البحرين لدى مملكة بلجيكا ورئيسة البعثة لدى الاتحاد الأوروبي ودوقية لكسمبورغ الكبرى، وشهدنا في هذه الفترة تعيين أول وكيل لوزارة الخارجية الدكتورة الشيخة رنا بنت عيسى آل خليفة.


وأكملت “وتم افتتاح المعهد الدبلوماسي الذي يحمل اسم نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، الذي كان له دور في تشكيل الدبلوماسية البحرينية، وترأس المعهد الشيخة منيرة بنت خليفة آل خليفة، إضافة إلى تعيينات نوعية تابعها الجميع في الفترة الأخيرة لعدد من النساء البحرينيات في مناصب إدارية لها تأثير قوي في مجال العمل الدبلوماسي، فضلا عن تعيين القائم بأعمال سفارة البحرين لدى ماليزيا مرام أنور الصالح”.


عدد لا يستهان به
وأوضحت الأنصاري انه وحسب نسب وزارة الخارجية فإن ٢٩ % هي نسبة المديرات في الوزارة وهو عدد لا يستهان به، وعند مقارنته بالنسب الدولية نجد أن البحرين استطاعت أن تحافظ على المتوسط المعقول مقارنة بالحضور النسائي في السلك الدبلوماسي حول العالم - على الرغم من أننا نطمح للمزيد – إلا أننا نقيس أداء المرأة البحرينية من خلال أداء عمل مقارنات مع نظيراتها حول العالم.


وذكرت “في عمق المضمون وديناميكية عمل وزارة الخارجية نرى أنها من الوزارات التي تجتهد أن تكون سياساتها متوافقة مع توجهات المجلس الأعلى للمرأة ومع أهداف وقيم الوطنية للنهوض بالمرأة البحرينية”.


وأشارت إلى أن الوزارة قامت بوضع العديد من الخدمات المساندة التي نحرص على وجودها في صلب العمل اليومي لإيجاد التوازن المطلوب بين مسؤوليات العمل والمسؤوليات العائلية، ما أهلها للفوز بجائزة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة في دورة سابقة.


وذكرت أن وزارة الخارجية تهتم بجانب إدارة المعرفة من خلال رصد المؤشرات اللازمة للتأكد من قيامها بتنفيذ النموذج الوطني للتوازن بين الجنسين، وتوفير البيانات المطلوبة المصنفة حسب الجنس ليستطيع المجلس قياس تقدم المرأة في هذا المجال الدقيق.


التوازن بين الجنسين
وقالت “نشهد نضجا في وزارة الخارجية بشكل كبير، إذ تحسنت نسب الوزارة في التقرير الوطني للتوازن بين الجنسين الذي تم تدشينه أخيرا، الذي يعتبر نتيجة للنموذج الوطني المسؤول عن حوكمة تطبيقات تكافؤ الفرص على المستوى الوطني”.


وأضافت لدينا لجان تكافؤ الفرص وهناك توجه بتصنيف وتوسيع الموارد المالية بشكل يدعم تقدم المرأة البحرينية في مجال عملها، فضلا عن وجود استجابة والتزام من قبل السلطة التشريعية والتنفيذية وكل المؤسسات، فوجود مثل هذا الأداء سيكون نوعا من التأكيد على نضج تجربة البحرين في قياس تقدم المرأة البحرينية على المستوى الوطني.


وتابعت “في البحرين نملك الشجاعة أن نقول إن هناك فجوات معينة في مجالات معينة، وهذا يتم من خلال مرصد وطني نستودع فيه كل المؤشرات التي لها علاقة بتقدم المرأة البحرينية كمساهمة في الاقتصاد الوطني، وما يوجد تحت هذا العنوان من تخصصات مختلفة”.


وواصلت “وفي ذات الوقت يوجد تقرير لترجمة هذه المؤشرات لمساعدة صانع القرار السياسي التركيز على المجالات التي تم تحقيق تقدم فيها والمجالات التي تحتاج للمزيد للبناء عليها”.


 وأشارت إلى أن وزارة الخارجية استطاعت بين العام 2016 و2019 أن تحقق نموا إيجابيا في بعض المجالات خصوصا على مستوى الترقيات ووصول المرأة للمراكز القيادية، فضلا عن استفادة نسبة من السيدات العاملات في السلك الدبلوماسي من فرص التدريب الخارجي، وهو مؤشر يعطي المرأة الأحقية في أن تستمر في تقدمها في هذا السلك.


العمل المرن
وبينت أن هناك العديد من المبادرات النوعية التي نراها وصفة نجاح للمرأة والرجل البحريني، مثل توظيف نظام العمل المرن والعمل من المنزل، الذي أثبت فائدته في تحقيق الاستقرار للأسرة، كما أن توفير إجازة أبوة للموظفين يؤكد أنها مسؤولية مشتركة ولا بد من إتاحة فرص للمرأة في الخدمات المساندة.


ولفتت الأنصاري إلى دور المؤسسات الرسمية في مملكة البحرين على مستوى دعم الدبلوماسية وتقويتها، إذ إن الدبلوماسية لها مدارس كثيرة ومتعددة وهي في حالة تطور مع تطور المجتمعات، فلا توجد لها وصفة سحرية، فسابقا كان السفير له مسؤولية عظمى في تمثيل بلده والآن أصبح لدينا وكالات ومنظمات أممية.


وقالت الأنصاري “إنه من خلال العمل الميداني للمجلس الأعلى للمرأة واختصاصه كمؤسسة معنية بتمثيل البحرينية كوجه رسمي في المنظمات والمحافل الدولية، كان لوزارة الخارجية الدعم على مستوى المضمون من أجل تفعيل المحاور التي تصورها المجلس ووضعها كبنية تحتية لرفع تنافسية مملكة البحرين في المجال النسوي، وكون المرأة بيت الخبرة على المستوى الوطني أو الإقليمي”.

مشاركة البحرينية بالعمل الدبلوماسي

التطلعات المقبلة
تفعيل الاتفاقات
وأوضحت “لقد توفقنا في بناء وتفعيل شراكات ثنائية ونحن ملتزمون في متابعة تفعيل الاتفاقات والمواثيق الدولية، ونجتهد لتفعيل الدور الاستشاري ليس وطنيا فقط بل في المحافل وعضوية البحرين في عدد من اللجان الدولية”.


وأشارت إلى بعض الأمثلة في هذا المجال كفتح مكتب لهيئة الأمم المتحدة للمرأة وعضوية البحرين في لجنة وضع المرأة بالأمم المتحدة (2017 - 2021)، مشيرة إلى أن الطموح رئاسة البحرين هذه اللجان.


وأشارت إلى عضوية البحرين في المجلس التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة (2017 - 2019)، موضحة أن البحرين مثلت المجموعة العربية في اجتماعات لجنة وضع المرأة في فترة رئاسة البحرين للجنة المرأة العربية تحت مظلة جامعة الدول العربية كما أسست البحرين لعرف عاصمة المرأة العربية 2017، وهو اقتراح بحريني، واختيرت المنامة عاصمة المرأة العربية في ذلك العام، ومنحت جامعة الدول العربية قرينة عاهل البلاد رئيسة المجلس الأعلى للمرأة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قلادة المرأة العربية.


التعليم المستمر
وأوضحت أن التعلم المستمر لدى الدبلوماسي يكون أكثر من غيره، ولهذا نراه مفوها في مجالات عدة، لأنه مضطر أن يشارك نيابة عن الدولة في مجالات لها تخصص نوعي، ونحتاج إلى الحث على تنمية مهارات التعلم الذاتي وبناء القدرات الذاتية وتعلم لغة بلد الابتعاث.


ودعت الأنصاري إلى إيجاد شبكة اتصال بالدبلوماسيين والدبلوماسيات السابقين وأسرهم للاستفادة من خبراتهم، وتوجيه مضمون وسائل التواصل الاجتماعي لرفع اهتمام الأجيال الناشئة بمجال العمل الدبلوماسي والتمثيل الدولي مع استمرار في إبراز قصص النجاح والتميز الذاتي.