تحتفل الأمم بمناسباتها وأعيادها ومنجزاتها، وتُمجد علماءها ورموزها، وتحتفل مملكة البحرين بيوم المرأة البحرينية في ديسمبر من كل عام، ما يتوافق مع العيد الوطني المجيد وتولي عاهل البلاد مقاليد الحكم. لقد حظيت المرأة البحرينية بفضل الله والقيادة السياسية وبتمكين المجلس الأعلى للمرأة الذي وظف إمكانياته لإشراكها الفاعل في الحياة العامة وتعزيز دورها في مختلف المجالات وبفضل نضالها الدؤوب الكثير من المكاسب النسوية من سياسية واقتصادية واجتماعية ومهنية وحقوقية وإعلامية فتحت لها أبواب المشاركات والمبادرات المميزة.

وكل ما حققته المرأة البحرينية كان بسبب الجهود العظيمة التي قدمتها طلائع النسوة، حيث لم تكن التسهيلات متاحة أمامهن، وتترصدهن العراقيل أينما اتجهن، وواجهن التحديات الصعبة التي لم تعد موجودة هذه الأيام، وبالرغم من تلك العراقيل والصعوبات واصلن نضالهن واجتهدن في عطائهن بكل عزيمة وصبر لأجلهن ولأجل بلادهن وشعبهن، وهاهي المرأة البحرينية الآن تتبوأ المناصب العالية في مختلف المهن والمجالات من سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وغيرها، ونالت المرأة بفضل كفاءتها التميز والتفوق، وكان آخرها فوز أربع طبيبات بجائزة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه. كما حققت التقدم والنجاح في مجالات أخرى متفرقة، ويسجل التاريخ البحريني بكل فخر جهود المرأة البحرينية التي تنهض بمختلف المجالات وهي ترعى بيتها وأسرتها وأبناءها دون تقصير.

ويُحسب للمرأة دورها الكبير في المجتمع، فقد شاركت عبر العصور القديمة والحديثة الرجل في شتى المجالات، فهي الأستاذة والأديبة والشاعرة، الملكة والمحاربة، الفنانة والطبيبة والقاضية والوزيرة بجانب كونها أما وزوجة تدير البيت واقتصاده، وهذا ما يعني أهمية تمكين المرأة وإعطائها الحق الكامل بالعمل في كل الميادين.

ومع ما أصاب البحرين من جائحة كورونا القاسية نرى المرأة البحرينية في مقدمة الطاقم الطبي الوطني الذي يعمل لساعات طويلة لعلاج جميع المرضى دون كلل أو ملل، ديدنها التضحية بكل ما هو غالي وثمين من أجل اجتثاث هذه الجائحة وإنقاذ البحرين وشعبها، وبذلك أثبتت المرأة البحرينية جدارة كبيرة في التعامل مع الوضع الصحي الطارئ، واستطاعت أن تساهم مساهمة فاعلة بجوار عضيدها الرجل في نجاح الجهود الوطنية المبذولة للوقاية من هذه الجائحة.