+A
A-

برادة عوالي والحنين إلى “زمن الطيبين”

يختلف جيل الطيبين من زمن لزمن، ويحملون معهم أجمل الذكريات والعادات الجميلة مع اختلاف التفاصيل، وكل جيل في وقته يسمي نفسه بجيل الطيبين وهكذا تستمر الحياة.

وكل شخص منا يعتقد بانه من الجيل الذي سبقه من الطيبين، الذين كانوا بسيطين في كل شيء حتى في الأماكن التي كانوا يزورونها وتحمل رائحة الزمن الجميل.

ومن أجمل الأماكن من جيل الطيبين في البحرين هي برادة عوالي، التي يعرفها الأجيال الطيبة ومازالت موجودة وترتبط بها ذكريات جميلة. وفي آخر زيارة لي لهذا المكان الجميل أخذتني الذكريات إلى الوراء سنوات طويلة، فالمكان نفس المكان وبنفس الديكور، ومن أجمل ذكريات هذا المكان البوابة الخاصة به من الخارج المعتمدة على سلم صغير وقضبان من الخشب الأصلي، الذي مازال في مكانه بعد كل هذه السنوات.


حتى الإعلانات الشخصية فيه في نفس المكان عند مدخله الرئيس وصولا إلى الكراسي الخشبية التي بالخارج، والتي يجلس عليها اليوم رواد رياضة المشي في المنطقة لأخذ دقائق من الراحة أو شرب الماء.


التغيير الواضح ربما في الموظفين، وبعض السلع المعروضة، لكن روح المكان هو نفسه، خصوصا أن البرادة منذ القدم تستقبلك عند دخولك ببطاقات التهنئة وبعض أقراص الأغاني، التي تستمر في بيعها على الرغم من اختفائها عن بعض الناس.


اعلم أن هناك أشخاص عدة يحبون زيارة برادة عوالي لإعادة بعض الذكريات البسيطة و”الطيبة” من زمن الطيبين، وسط هجوم الهايبرماركات والمجمعات الكبيرة المزدحمة جدا، والتي في اعتقادي بأنها للتبضع والتجارة أكثر من كونها تحمل ذكريات الطيبين لهذا الجيل، وهو ذلك الجيل الذي عاش قبل ثلاثين أو أربعين عاما، وقد يدخل معهم الذين عاشوا قبل عشرين وأنا افتخر بأني منهم.