أصحاب الهمم “الأشخاص الذين يعانون من قصور في القدرات الجسدية، الحسية، العقلية، الاتصالية، التعليمية، أو النفسية ــ بشكل كلي أو جزئي، دائم أم مؤقت”، وهي إرادة ربانية مليئة بالحِكمة والعِبرة في كيفية خلقه، وهي امتحان لهم وللأسوياء، انهم يتواجدون في جميع دول العالم، ويبلغ عددهم في البحرين ــ كما ذكرت نائب رئيس جمعية الصداقة للمكفوفين وبحسب إحصائية 2019م (10766) شخصًا بمختلف الإعاقات، وبسبب إعاقتهم لم يهنوا ولم يضعفوا وتسموا بـ “ذوي الهمم” لقدرتهم على تجاوز أعباء الحياة وعلو إرادتهم للمشاركة فيها، فهم يحتاجون إلى العناية الإنسانية والرعاية الصحية خصوصا في ظل هذه الجائحة وحمايتهم من تداعياتها، والاحتفاء بيومهم العالمي يتوافق هذا العام مع انعقاد الدورة 13 لمؤتمر “الدول الأطراف في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة” التي اعتمدتها الأمم المتحدة في 2006م، وهي مرتبطة بتنفيذ جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة وغيرها من الأنشطة الأممية، ويهدف الاحتفاء به إلى تعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وتحقيق رفاهيتهم في جميع المجالات المجتمعية والإنمائية، وإذكاء الوعي بحالتهم في مختلف جوانب الحياة.

وتهتم البحرين من خلال وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بهذه الفئة المجتمعية بالتعاون مع الوزارات الأخرى متبعة في ذلك أفضل المعايير الوطنية والدولية ليحظوا بمُجمل حقوقهم الحياتية، وقد وضعت الدولة “الاستراتيجية الوطنية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة” وتضمنت “الإرشادات والخطط التنموية للقطاعات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني والمعلمين والمحامين والمجتمع ككل، والمتمثلة بالمهمات المطلوبة لضمان الالتزام بحقوقهم ومراقبتها، وتشرف عليها “اللجنة العُليا لرعاية شؤون ذوي الإعاقة” برئاسة وزير العمل والتنمية الاجتماعية جميل بن محمد علي حميدان والكافلة لحقوقهم وإزالة ما يعوقهم من حواجز وجميع أشكال التمييز.

وقد أصدرت الحكومة عددا من القوانين والقرارات لتجعلهم يعيشون حياة كريمة دون تمييز أو تهميش وينالون دعمًا ماليًا شهريًا من الدولة، وتوجيه القطاعين العام والخاص لتسهيل حصولهم على مختلف الخدمات، بجانب إدماجهم في المدارس العامة، وهيأت لهم المرافق الخاصة كالحدائق العامة والمراكز التجارية والفنادق والمساجد والمصارف وغيرها، والكراسي المتحركة في جميع مراكز الخدمة في مملكة البحرين.

ويعتبر مركز خدمات الأشخاص ذوي الإعاقة “لست وحدك” بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية مركزًا متخصصًا لتوظيف ذوي الإعاقة في القطاع الخاص وتدريبهم وغير ذلك من الخدمات لتجعلهم أكثر راحة وسعادة.