العدد 4438
الثلاثاء 08 ديسمبر 2020
banner
أهمية أمن المعاملات الالكترونية
الثلاثاء 08 ديسمبر 2020

العمل عن بُعد بسبب جائحة فيروس كورونا والعمل المصرفي الإلكتروني ومعاملات التجارة الإلكترونية وتقديم خدمات الحكومة الإلكترونية والانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي عبر التلفونات الذكية والانترنت وغيرها، كل هذه النشاطات انتشرت بفضل الثورة التقنية التي نلجأ لها الآن في كل خطواتنا. هذه النشاطات التقنية أصبحت واقعا وتنتشر يوميا وتغطي كل الفضاءات. واستخدامات هذه التقنية، وصلت مرحلة لا يمكن الرجوع عنها أو إيقافها. وهذا الواقع يتطلب مواجهته والتعامل معه لتحقيق الفوائد لصالح البشرية، وبالعكس ستأتي لنا هذه التقنية بنتائج عكسية.


ونلاحظ، قيام المجرمين التقنيين من ذوي الياقات البيضاء والمتطفلين من ذوي النيات السيئة الإجرامية استخدام ما توصلت له البشرية من التقنية، للإضرار بالمجتمع وبالتقنية نفسها. وكرد فعل، لا بد من وضع الضمانات واتخاذ الخطوات الاحترازية لجعل البيئة التي تعمل فيها التقنية بيئة آمنة للدرجة التي لا تمكن أصحاب النفوس الإجرامية من اختراقها. ولا بد من تطوير وسائل الردع بنفس السرعة التي تتطور بها التقنية، وإلا أصبح السباق غير كفء وعديم الفائدة.


وهناك خطوات أمنية يتم استخدامها وتطويرها لتحقيق الأمن التقني المطلوب للمعاملات الإلكتروينة. وننصح كل الأطراف والشركات باستخدام هذه الخطوات. ومن أهم الخطوات لتوفير الأمن المطلوب للمعاملات الإلكترونية عملية “التشفير”. ويمكن تعريف التشفير بأنه “ما يتم من تغيير في شكل البيانات عن طريق تحويلها إلى رموز أو إشارات لحماية هذه البيانات من تعديلها”. وأيضا “عملية تحويل المعلومات أو الرسائل عن طريق رموز غير مفهومة لكي لا يستطيع قراءتها من لا يعرف المفتاح الخاص بها”. والتشفير نوعان، “المتماثل” و”اللامتماثل”. والمتماثل يتميز بما يعرف بـ “المفتاح السري”. وهنا، يستخدم كل من المرسل والمستقبل المفتاح السري في تشفير الرسالة ويتفق الطرفان على كلمة المرور “باس وورد” التي يتم استخدامها لفك الشفرة. وكلمة المرور لها أهمية قصوى وبها حروف كبيرة وصغيرة أو أعداد أو رموز أخرى. وبعد ذلك تقوم برمجيات التشفير بتحويل كلمة المرور إلى عدد ثنائي ويتم إضافة رموز أخرى لزيادة طولها ويشكل العدد الثنائي الناتج مفتاح تشفير الرسالة. وبعد استقبال الرسالة المشفرة يقوم المستقبل بفك تشفيرها باستخدام كلمة المرور نفسها.

والتشفير اللامتماثل يتميز بما يعرف بـ “المفتاح العام”. وفي هذا التشفير، يستخدم نوعان من المفاتيح مفتاح “عام” و “خاص” بدلا عن استخدام مفتاح واحد. والمفتاح “الخاص” يكون معروفا لدى جهة واحدة فقط هي المستقبل الرئيس (مثل هيئة الحكومة الإلكترونية). ويستعمل هذا المفتاح الخاص لفك الشفرة على عكس المفتاح العام، الذي يكون معروفا لدى أكثر من جهة والذي يستخدم في عملية تشفير الرسالة.


وعملية التشفير وغيرها من الإجراءات الأمنية، يقوم بها محترفون متخصصون في أمن التقنية، وهذا علم جديد ومهم جدا لاستمرار التقنية وتطورها الإيجابي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية