+A
A-

قطر “ المؤثمة” والعدائية.. لا يُرتجى منها “خير”

الرد الشامل والمتكامل لوزير الخارجية عبداللطيف الزياني على سؤال النائب محمد السيسي بشأن المياه الإقليمية والتعديات القطرية، أوجز الواقع الأسود الذي فرضه النظام القطري على شعبه قبل جيرانه منذ عقود طويلة. الإشكالية تمكن في عقدة النقص، وفقدان الهوية والتاريخ، وغياب الرؤية الدبلوماسية الحكيمة القائمة على سياسية الاستقطاب، والاستعداء، وخسارة الجيران، وتنفيرهم.

قطر لا تزال -حتى اللحظة- وعبر ممارساتها العدائية، تحاول النيل من جيرانها، عبر زج المنطقة في أتون ساخن من الصراعات السياسية والمذهبية، والفتن والفوضى الجديدة.


وعبر تغذية الجماعات المٌتطرفة والأصولية والعملية، المناهضة للحكومات بالمال والسلاح وبالغطاء الإعلامي والحقوقي المٌسيس، وجدت نفسها اليوم -بقدر قادر- بحالة من الخذلان، وفقدان الحيلة، بعد أن رُكنت على جنب، واُدرج ملفها كما قال مسبقاً وزير الدول للشئون الخارجية السعودي عادل الجبير في درج صغير.


هذا الواقع المُر، من العزلة، والتهميش، وعدم المبالاة، الذي أوصل ساسة قطر بلادهم إليها، هو الذي يدفعهم اليوم بيأس، لمحاولة استفزاز الجيران، والبحرين أقربهم.


فأتت سيناريوهات الافتعال لتضييق الخناق على صيادي السمك البحرينيين، وملاحقة زوارق خفر السواحل، وتصدير البرامج التلفازية العدائية، والتشكيك بالجدوى من المنظومة الخليجية، ومد اليد لأي دولة تستعدي السعودية والخليج، ومصافحتها بحرارة.


 وكما كان الحال دائماً، منذ العدوان العسكري القطري على ضحال الديبل العام 1986، الذي أعقبه عدد من المناوشات الصبيانية المثيرة للشفقة لأكثر من عقدين، يظل الحال كما هو لنظام الدوحة في عمقه الحقيقي، إثارة الغبار قدر الإمكان، ليمنح نفسه حجماً يفوق حجمه الحقيقي على أرض الواقع، فهل نجح؟


كل المستجدات الجديدة والأخبار المتواترة عن نظام الحمدين، تُشير بأنه لا يوجد هنالك استقلال حقيقي للدولة، أو لإرادتها السياسية ولا بقدر “الإنش”.


 فالنظام الهش من الداخل والخارج، مُختطف بامتياز من جماعات الإسلام السياسي، ومن القوى الإقليمية على رأسها جمهورية الطرابيش وإيران المارقة، وأجهزة الاستخبارات الأجنبية والتي وجدت بالدوحة عشاً دافئاً للتفريخ.
يضاف إليها أيضاً أباطرة الشر في العالم الغربي، والذين أوكلوا للنظام القطري مهمة أن يكون هراوتهم في المنطقة، يلوحون بها أمام أوطان العرب كيفما شاءوا.


التقارير الدولية المستمرة من الجهات الأممية والحقوقية المستقلة عن انتهاكات حقوق الإنسان بقطر، وعن فساد نظامها في الرياضية والسياسة والاستثمارات المشبوهة، وكذلك خروج التسجيلات الفاضحة بين الحين والآخر عن نوايا ساسة الدوحة الخبيثة، وكذلك ممارسات قناة الجزيرة العملية، كلها رسائل واضحة عن مكونات الدولة القطرية اليوم، والنتائج المتوقعة منها.


إلى ذلك، لا يمكن الاعتداد بما تروج له مكنة التضليل القطرية عن الجيرة والأخوة الخليجية لأنها وببساطة “محض هراء” ولا يمكن الاعتداد أبدًا لما يروج له ساسة قطر، فالحديث أمر والواقع الغارق بالبارود والدم والعدوان والتدخلات أمر آخر.


حادثة اعتراض الزورقين البحرينيين، هي إعادة تذكير باستحالة عودة قطر للعمق العربي من جديد، بظل وجود النظام الحالي، والذي يتفنن دائمًا في نقض كل الاتفاقيات والمعاهدات الخليجية، فقط للأضرار بأمن الدول، وبسيادتها الوطنية.