يحتفل العالم ودوله ومنظماته باليوم الدولي للمتطوعين من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وقد حددت منظمة الأمم المتحدة يوما في ديسمبر من كل عام منذُ 1995م للاحتفال بالمتطوعين تبجيلًا لجهودهم الإنسانية ولزيادة الوعي المجتمعي بأهمية ودور التطوع، ويندرج العمل التطوعي تحت بند الخيرات لأنه فعل إنساني، فالإنسان يضع جزءا من وقته وجهده ومهارته للعمل ومساعدة الآخرين دون مقابل مادي، ومن أهدافه تعزيز الروح التشاركية بين أفراد المجتمع ومساعدة الناس في محنهم ومشاكلهم وظروفهم الصعبة، وتقوية المجتمع على مواجهة الكوارث الطبيعية والضغوط الاقتصادية والمشاكل الصحية والبيئية، وهي أهداف تساهم في بناء المجتمعات وتطويرها، وبمكافحة الفقر والجوع والأمية والأمراض وبالدفاع عن حقوق المرأة. كل المؤمنين بهذه الدعوة يعملون لخلق عالم أفضل للإنسان وأرضه، ويقومون بالعمل الفكري أو البدني أو المادي أو الاجتماعي لا جبرًا أو إكراهًا، بجهد مُخلص دون انتظار مقابل، سعيًا لخير المجتمع والإنسانية.

يجعل العمل التطوعي حياة الإنسان ذات بُعد آخر من خلال الاهتمام بشؤون الآخرين وحياتهم، ويشعر القائم به بالراحة النفسية والسكينة والسلام الداخلي والفخر بما قدمه، ويُطور مهارات المتطوع الشخصية والتكيف مع مختلف الظروف وبناء شبكة من العلاقات المجتمعية المُتميزة، ويرفع من قدراته العِلمية والعملية ويُعلمه ترتيب الأولويات واتخاذ القرارات، ويوجه أوقات فراغه لأعمال تفيد المجتمع وأفراده ويُعلمه العمل ضمن الفريق الواحد المُكمل للآخر لإنجاحه وإنجازه واكتساب خبرات جديدة.

وتحتفل مملكة البحرين بهذا اليوم الإنساني لإيمانها بمبادئ التنمية وتعزيز قيم العمل التطوعي ومبادئه النبيلة وقيم التكافل الاجتماعي، كونه سلوكًا حضاريًا يرتقي بالثقافة المجتمعية وتنمية الحِس بالمسؤولية المجتمعية والتماسك الاجتماعي، وتولي البحرين أهمية كبيرة للعمل التطوعي ودعم المتطوعين والمنظمات الأهلية التابعة لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وأبرز المشاريع الشاهدة على الشراكة المجتمعية بين القطاع العام والخاص ما يُقدمه صندوق دعم العمل الاجتماعي الأهلي الذي يُشكل دافعًا قويًا لتشجيع التطوع والمتطوعين وتأسيس مركز تنمية العمل التطوعي لاستثمار طاقات المتطوعين.

ويأتي إطلاق جائزة “سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة” لتكريم رواد العمل التطوعي العربي في 2011م بهدف تشجيع وتنمية العمل التطوعي، ونشر ثقافة التطوع ودعم الأهداف والبرامج الإنمائية لحكومة مملكة البحرين، المساهمة في توجيه الطاقات الشبابية العربية وتنمية قدرات ومواهب وإبداعات المتطوعين، وتعزيز روح المنافسة الشريفة بين الجمعيات والمراكز التطوعية.