+A
A-

روايات موجعة لأبشع معاملة من “أخوة وجيران”

بدت علامات الألم وخيبة الأمل واضحة على وجوه مجموعة من النواخذة والبحارة البحرينيين وهم يقدمون روايات موجعة عن أبشع معاملة تعرضوا لها أثناء احتجاز قواربهم من النظام القطري، وطالبوا في حديثهم بفيلم وثائقي بثه قناة “سكاي نيوز عربية” مساء أمس تحت عنوان:”سهام الغدر.. انتهاكات قطر للحدود البحرية البحرينية” بتدخل الحكومة لوقف سلسلة الاستهداف والانتقام من جانب النظام القطري.


2135 بحارًا و650 قاربًا
ووفق الأرقام التي عرضها الفيلم، فقد استوقفت قطر في الفترة من 2010 حتى 2020 نحو 650 قاربًا و2135 شخصًا، فيما لم توقف البحرين في الفترة نفسها أيًا من القوارب والأشخاص، وكانت أحاديث النواخذة والبحارة: حبيب عباس، محمد الخيراني، مصطفى حسين، سلمان علي خالد هجرس، محمد الدخيل، منير عباس، طالب مدن وعلي راشد العلان، تجمع همومًا قاسية تتعلق باحتجاز القوارب واقتيادهم إلى التوقيف والمحاكمات وإصدار أحكام لا يتحملها البحارة تتراوح بين 6 إلى 7 آلاف دينار.


أطلقوا علي النار لقتلي!
ويروي أحد البحارة تعرضه لإطلاق ناري من جانب دورية قطرية، ويقول: لم يتم اسعافي، وسألتهم حينها: “لماذا أطلقتم النار علي مباشرة؟”، كان بالإمكان إطلاق الرصاصة على القارب ولكن كان هدفهم قتلي و “تيتيم أطفالي”، وحتى عندما أحالوني إلى النيابة ومعي مندوب سفارتنا، اتهموني بأنني “كسرت طراريدهم”، وهذه تهمة باطلة.


ويشير كل من علي راشد العلان وحبيب عباس إلى أنه يتم القبض على البحارة من منطقة الرويس إلى سجن الإبعاد، ويتم احتجاز القوارب، حتى بعد أن يتم نطق الحكم، نبقى في السجن، وحينما نريد استرداد قواربنا يقولون هذا خارج الحكم، فهذا قرار إداري بحجز القوارب، يقول العلان:”كيف هو تصرف إداري وماذا عن الحكم؟ أنا وغير من البحارة حين تحكم علي غرامات بين 6 و7 آلاف دينار وتحجز قاربي كيف أعيش وأكسب رزقي؟”.


ستعود إلى السجن
ويروون قصة أحد البحارة الذي قال لهم: “أريد قاربي للعودة إلى بلادي”، فقالوا إن القارب سيحتجز لمدة 3 أشهر والقرار من منطقة الرويس وليس من المحكمة، فقال البحار: “إذا لم تسلموني طرادي فلن أعود إلى البحرين... رزقي ورزق عيالي من هذا الطراد فماذا أفعل؟”، فقالوا له إذا لم تعد ستذهب إلى السجن، ومن جهة أخرى، تم احتجاز النوخذة منير عباس في منطقة أمن الشمال لمدة 20 يومًا وبعد أن دفع 1000 ريال عن العمال الذين معه طلبوا منه شراء تذاكر، وبالفعل، اشترى تذاكر “دوحة كويت بحرين”، لكن فوجئ بالسلطات القطرية تخبره بأن القرار تغير وسيتم تسفيرهم إلى بنغلاديش.


لماذا يعاملوننا بشدة؟
ويتفق البحارة على أن المؤلم في الأمر هو أننا كبحرينيين أخوة وأهل وجيران، فكيف يعاملوننا بهذه المعاملة الشديدة؟ ثم إن البحارة في أحوال مادية سيئة، ونتمنى من حكومتنا مساعدتنا والنظر في أمرنا، فنحن بلا قوارب ولا مصدر رزق، وفي هذه الجزئية يقول رئيس جمعية قلالي للصيادين محمد الدخيل إن البحارة الذين ينقلون معاناتهم وشكاواهم مما تعرضوا له من النظام القطري، “يقطعون القلوب” لا سيما أن عليهم ثقلًا من الأعباء المالية.


ويطالب النوخذة هجرس من الحكومة أن تضع حدًا لما نتعرض له كبحارة، فإما أن يتم الاتفاق على علامات بحرية معلومة، وإلا لن نسلم أبدًا من تكرار هذه المشكلات التي تضاعف معاناتنا؛ لأن السلطات القطرية لا تعترف بنظام الملاحة الذي نستخدمه.

محمد مبارك
أجندة ضد البحرين
ومع المشاهد التمثيلية البحرية التي تخللت الفيلم، تم طرح سؤال: “لماذا تستمر قطر في سياستها الانتقامية من أهل البحرين مع أنهم لم يقوموا بأي فعل ضدها؟”، ويجيب الأكاديمي والباحث البحريني محمد مبارك جمعة الذي استضافته القناة كتعليق على الفيلم بالقول إن ما عرضه الفيلم أنموذج بسيط من سلسلة المعاناة التي يعاني منها البحرينيون، فهم يتعرضون لتحرشات النظام القطري منذ العام 2010، وهو نظام يستعدي أهل البحرين ويحاول ضرب “أسفين” بين الشعبين البحريني والقطري وهما شعب واحد، فهذا النظام لديه أسبابه التي تدفعه لأن ينفذ أجندته ضد البحرين منذ أكثر من عقدين من الزمان، فهو يدخل إلى المياه الاقليمية لمملكة البحرين ويتحرش بالصيادين حتى يثبت أنها من المياه الإقليمية لقطر وهذا غير صحيح، لذلك لابد الآن من حسم الموضوع؛ لأن المتضرر هم الصيادون الذين يكسبون رزقهم في المياه الإقليمية لبلادهم.


وأضاف أن هذا النظام شن في العام 1937 هجومًا على الزبارة وهي أرض بحرينية وشرد أهلها، وفي العام 1987 شن هجومًا على فشت الديبل وجزر حوار ويحاول الآن استغلال الحدود ليقضم مناطق تابعة للبحرين، وهو يحاول التضييق على البحرين ولابد من حسم مسألة السيادة الكاملة وعدم السماح للنظام القطري بالتمادي والاعتداء على الصيادين.


البحرين استخدمت “الطيبة والتفاهم”
ولكن لماذا تمادت قطر؟ يقول جمعة: “لنكن صريحين، النظام القطري لا يفهم إلا لغة الحسم، والبحرين استمعت إلى نصائح الأشقاء واستخدمت الطيبة والتفاهم حفاظًا على العلاقات والكيان الخليجي، وفي النهاية، تخسر البحرين ويتغول القطري، وفي كل الأزمات، كانت البحرين تغلب المصلحة العليا وتستمع إلى نصائح الأشقاء حتى لا يتفجر الموقف، فيما النظام القطري يمارس التعديات، ومن بينهم أنه ساند المجموعات الإرهابية المدعومة من إيران لتقويض أمن واستقرار البحرين، ونحن نرى أن مطالب الصيادين عادلة، والوقت الآن مناسب لحسم المسألة بمساعدة الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي”.