+A
A-

رئيس مجلس الشورى: جلالة الملك أرسى بمشروعه الإصلاحي قواعد راسخة لبناء دولة القانون والمؤسسات

تحت رعاية معالي السيد علي بن صالح الصالح، رئيس مجلس الشورى، وبحضور عددٍ من أصحاب السعادة أعضاء مجلسي الشورى والنواب والمسؤولين وأعضاء السلك الدبلوماسي بمملكة البحرين، انطلق مساء اليوم (السبت) الملتقى الحواري السنوي الثالث الذي يقيمه مجلس النفيعي تحت عنوان "الملك.. القائد.. الإنسان"، وذلك تزامنًا مع احتفالات مملكة البحرين بأعيادها الوطنية المجيدة، لتسليط الضوء على الجهود الملكية السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه.

وألقى معالي رئيس مجلس الشورى كلمة رفع فيها أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، بمناسبة العيد الوطني المجيد وعيد جلوس جلالته الميمون داعيًا المولى عزَّ وجل أن يُعيده عليه بالخير واليُمن والبركات، ويديم عليه موفور الصحة والسعادة وطول العمر، ويجعله ذخرًا وقائدًا لمسيرة الوطن المباركة ولمستقبل مشرق زاهر.

وأكد معالي رئيس مجلس الشورى خلال كلمته أنَّ التحول الديمقراطي منذ تولي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه مقاليد الحكم في عام 1999، وأرسى  جلالته القواعد الثابتة لبناء دولة القانون والمؤسسات بإطلاق مشروعه الإصلاحي الرائد الذي يعد امتدادًا للنهج البنَّاء الذي واصل به جلالته مسيرة الآباء والأجداد، رسم نهجًا قويمًا في عملية بناء الدولة الحديثة وتطوير أجهزة الحكومة".

وأوضح معالي رئيس مجلس الشورى أنَّ مملكة البحرين حققت إنجازات مشهودة ورائدة على صعيد الإصلاح السياسي، والديمقراطي، والتنمية الاقتصادية والبشرية، وحماية حقوق المرأة والطفل، وما كفله من احترام للحقوق والحريات الأساسية والفصل بين السلطات، وتعزيز المشاركة الشعبية، مرتكزًا على ركائز أساسية التزمت بالثوابت العربية والإسلامية، وحماية التماسك الوطني باعتبارها الأولوية الأولى لتلبية مصالح الوطن والمواطنين وفتح آفاق التفاعل مع العالم، فتم إقرار مشروع “ميثاق العمل الوطني” في 14 فبراير 2001 بموافقة 98.4 % من الشعب البحريني، وتم إجراء التعديلات الدستورية وإعلان البحرين مملكة دستورية في فبراير 2002 م، وتم تشكيل السلطة التشريعية (المجلس الوطني) من مجلسين، الشورى والنواب.

ولفت معالي رئيس مجلس الشورى إلى أن جلالة الملك المفدى رعاه الله حرص على تأكيد حقوق الإنسان وعلى التعايش والحريات الدينية باعتبارها منجزًا وطنيًا ثريًّا، وإرثًا حضاريًّا مهمًّا، مبينًا أن جلالته قدّم الكثير من المبادرات الرائدة في هذا المجال؛ فلم تقتصر الإرادة الرسمية على منح المزيد من الحريات الدينية وحسب، بل تجاوزت ذلك لتكون الدولة داعمًا أساسيًّا لممارسة تلك الحريات.

وذكر معالي رئيس مجلس الشورى أن المبادرات السامية من لدن صاحب الجلالة الملك المفدى أيده الله في هذا المجال كانت ولا تزال محل إشادة وإعجاب من دول العالم أجمع؛ حيث تم إنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، وتدشين كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي بجامعة سابينزا الإيطالية، وإنشاء كلية عبدالله بن خالد للدراسات الإسلامية؛ وكل هذه الخطوات المباركة جاءت تتويجًا لمنجزات الوطن برعاية ملكية سامية في مجال تعزيز التعايش والتعددية. 

وقال معالي رئيس مجلس الشورى: "لن ينسى العالم، المواقف الإنسانية النبيلة والمبادرات المشرفة لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه بدعم الدول والشعوب الشقيقة والصديقة، تجسيدًا لعميق الروابط الأخوية التاريخية الوطيدة، وتعزيز التضامن الأخوي والتكافل الإنساني، انطلاقًا من القيم الإنسانية والمبادئ الدينية والأخلاقية.

وأوضح معالي رئيس مجلس الشورى أن جلالة الملك المفدى أولى اهتمامًا بارزًا بتكريم الشخصيات والمؤسسات الدولية المؤثرة في العمل الإنساني، وذلك بتدشين "جائزة عيسى لخدمة الإنسانية" في عام 2009، ومنحها كل سنتين لشخصية أو مؤسسة أسهمت بجهود دؤوبة في إيجاد حلول إبداعية مبتكرة للقضايا الإنسانية والاجتماعية في مجالات الإغاثة، والتصدي للكوارث، والتخفيف من وطأة الفقر والعوز، والتكاتف الإنساني من أجل تحسين ظروف البشرية.

وأشار معالي رئيس مجلس الشورى إلى أنّ مملكة البحرين سطرت خلال فترة جائحة كورونا بقيادة جلالته رعاه الله نجاحاتها المتميزة، والتي أكدت على الأمن والطمأنينة، والعدل والمساواة، وحقوق الإنسان، والتعايش، إلى جانب  ديناميكية الحكومة الموقرة وجهود اللجنة التنسيقية بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء، حتى باتت هذه الجهود مضرب مثل ومحط إشادة العديد من الدول المتقدمة، فكان للتوجيهاتِ الملكيةَ السامية  الدور البارز في جعل مملكة البحرين نموذجًا نفخر به جميعًا بين دول العالم.

واستذكر معالي رئيس مجلس الشورى بكل اعتزاز وعرفان، الجهود والعطاءات التي قّدمها فقيد الوطن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة (طيب الله ثراه)، والعمل الدؤوب الذي قام به على مدى خمسة عقود، مشيدًا بدور صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله، ومضيّه بكل عزيمة وإصرار للبناء على مسيرة الإنجازات والنهضة التي تشهدها مملكة البحرين بقيادة جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه.

كما أكد معالي رئيس مجلس الشورى أن النجاحات والإنجازات التي تحققها مملكة البحرين على كافة الأصعدة هي  نتاج رؤية حكيمة ثاقبة وسياسة عميقة وراسخة انتهجها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.

وأعرب معالي رئيس مجلس الشورى عن الشكر الجزيل والتقدير للجهود المخلصة التي أسهمت في استمرارية ونجاح الملتقى الحواري "الملك.. القائد.. الإنسان"، ومثمنًا دور سعادة النائب ابراهيم النفيعي وفريقه الوطني الذي سعى جاهدًا لإظهار الملتقى بأفضل صوره، حيث جسد ذلك حب الوطن والولاء للوطن والقيادة الحكيمة حفظها الله ورعاها.