في هذه الأيام الجميلة ترتدي البحرين حلة زاهية، تعيش مجد أفراحها في ديسمبر، شهر الأعياد الوطنية، وهي تعيش حالة من القوة والترابط والتماسك والكلمة الواحدة، وتعمل الدولة التي تسخر ما خصصته من موارد مالية وبشرية في سبيل تحقيق العديد من الخدمات وتطلعات المواطنين في جميع محافظات ومناطق البحرين من تعليم وصحة وإسكان وبُنى تحتية متنوعة.

العيد الوطني هو ذكرى الاستقلال وعيد الوطن وموعد مُتجدد للولاء للوطن والتمسك بعروبته وسيادته الوطنية، ذكرى بناء الدولة الحديثة بإنسانها ومؤسساتها وبُنيتها، ومنذُ 1971م والبحرين تسير بخطى سريعة نحو النهضة والتنمية الشاملة لبناء الإنسان البحريني والعمل بما يمكن لتحقيق عيشه الكريم، مزودًا بالعِلم والمعرفة، عارفًا حقوقه ومؤديًا واجباته.

وتتزين البحرين في هذه المناسبة الوطنية بالأعلام ومصابيح الزينة التي تتلألأ فرحًا بعيد البلاد وعيد جلوس مليكها وعيد شعبها، ويمد الكتاب أقلامهم بمدادٍ من ذهب بما يجول بخاطرهم من حُب ووفاء لوطنهم، ويخط الشعراء مشاعرهم بالكلمات الجميلة تعبيرًا عن وجدانهم تجاه بلادهم، وتبرز الوزارات والمؤسسات والهيئات الحكومية ما أنجزته على الجرائد صفحات بالصور والأرقام، ويشارك الإعلام الخليجي والعربي والأجنبي المرئي والمكتوب احتفالات البحرين بأعيادها.

وبفضل تماسكنا ورفض استغلال أعدائنا لنا نؤسس وطنًا مُستقرًا ومزدهرًا، ولنأخذ العبرة مما يَحِل لبعض الأقطار العربية من مآسِ وفرقة وعدم استقرار وحروب، وواجبنا هو حماية بلادنا بما لدينا من فكر ووعي وجهد وعطاء لنكون يدًا واحدة، فالوطن ليس مجرد شعار نرفعه في وقت وتاريخ معين، فالوطن يسكن في قلوبنا، ويكمن الوطن في احترام الاختلاف بيننا والإيمان بحرية وخصوصية الآخر لا تهميش ولا استثناء في أرضنا التي تحتضن الجميع تحت رايتها ومحبتها.

وللعيد الوطني في البحرين مكانة خاصة في نفوس أبنائها لا يخبو وهجه بمرور السنين وتعاقب الأجيال، ويتذكر أبناء البحرين مشاهد الاحتفالات بالعيد الوطني في السنين السابقة حيث تعج البلاد بأنواع كثيرة من الأنشطة بمشاركة المواطنين والجاليات الأجنبية فيها، وفي هذا العام سيتم تنظيم الفعاليات والأنشطة وبعروض مُتميزة وبما تسمح به الظروف الصحية الاستثنائية التي تمر بها البحرين.

نتمنى هذا العام أن نحتفل جميعًا بعيدنا الوطني ونحن نرفل بأزهى أثواب الصحة وجميل العافية، وكل عام والبحرين وقيادتها وشعبها بخير.