+A
A-

سرديات تناقش القصة الموجهة لليافعين "مكرونة ومأمون" لحسين خليل

ضمن فعالياتها المتنوعة فيما يخص عالم السرد، نظمت مجموعة سرديات حلقة حوارية تناولت قصة موجهة لليافعين للكاتب حسين خليل، وهي بعنوان "مكرونة ومأمون".
استهل الجلسة الناقد الدكتور فهد حسين، وأشاد بإبداع النص، الذي يكشف عن موهبة حقيقية تكرس نفسها لأدب اليافعين، خصوصًا أن هذه الفئة العمرية قلما يُكتب لها أو يسلط الضوء عليها. القصة تضيء على جوانب متنوعة، منها سيطرة عالم التكنولوجيا علينا، وتناول الكاتب مسألة ماذا لو انقطع الإنترنت عن المدينة بأكملها، ماذا سيحدث وكل مفاصل الحياة في جعبة هذه الشبكة؟
ووصف الدكتور فهد حسين لغة القص سردًا ووصفًا وتعليقًا وحوارًا بأنها متوافقة كثيرًا مع الهدف المنشود، وضرب مثالا وهو مشهد الأم التي تصنع الكعكة، وينقطع الإنترنت في اللحظة التي كسرت فيها البيضة، ولم تستطع إكمال عملها، لأنها لا تعلم هل تضع البياض أم الصفار، والوصفة موجودة على الحساب الافتراضي، هذا المشهد رأى فيها موقفًا سرديًا جميلاً ومضحكًا أيضًا.
كذلك مشهد السماء التي تمطر أوراقًا، وكأننا عدنا إلى أيام الحرب العالمية الأولى.
النص يمكن دراسته نقديًا من زوايا متعددة لأنه يسمح بذلك، يمكن نقده في سياقات الأمكنة، أو في لعبة الزمن، أو في الفنتازيا، أو في السياقات الاجتماعية والتربوية، أو من خلال اللغة. النص مشحون بالدلالات والرمزية التي تحفز الناقد على دراسته. الكاتب أجاد في بناء النص موضوعًا وفكرة ولغة ورمزية. كما أن النص يتكئ على مرجعيات كثيرة، اجتماعية وثقافية وعلمية.
في ذات الوقت انتقد الدكتور فهد حسين عدم الوضوح في ما يخص الفئة العمرية المستهدفة، فتجد فكرة تناسب الأطفال، وأخرى تناسب اليافعين، وثالثة تناسب الكبار
وعند هذه النقطة بالذات توقف الناقد زكريا رضي وطرح تساؤلًا: هل القصة بالفعل سقفها القرائي الزمني هو فئة اليافعين؟ بالعودة إلى مستقبلات اليافع القرائية بالتأكيد سيستقبل مجازية ببغاء تبتلع مذياعًا لكنه سيقف حائرًا أمام ما وراء ذلك، أعني ما وراء النص، وسيقف حائرًا في تتبع المسار الزمني والسردي في القصة، بمقدوره أن يسايرك في الحدث منذ اللحظة الأولى التي ابتلع فيها الببغاء ذلك المذياع لكنه سيتوه في اللحظة التي يعود بها مسار السرد وراءً لأن عقله لا يزال في مرحلة التراتب المنطقي للحدث، وبمجرد أن تسير القصة في زمنين متوازيين أو أكثر، فاليافع سيصاب بنوع من الحيرة في تتبع الشخصيات وأين هي الآن.
وخرج بخلاصة أن القصة أكبر من عمر يافع، وأكثر إدهاشًا وجمالًا لمن هم فوق اليافع، لكنها أكثر غموضًا وتساؤلًا لمن هم يافعون، إلا من تخطى سقف عمره الزمني بعمر عقلي مختلف.
من جانبه، شبّه الناقد حبيب حيدر القصة بالسرد الحلزوني أو اللولبي، الذي يبدأ من نقطة ويكبر ويكبر بشكل متشابك مثل تشابك معكرونة السبغتي، واسم الببغاء "مكرونة" نفسه فيه دلالة سردية في هذا البعد.
كما أشار إلى أن في النص قفزات ذهنية كثيرة، فكلما ظهرت لفظة غريبة أحالت إلى غيرها أغرب منها، أحيانًا أشبه بقفزات ذهنية تجمع بين المتباعدات، مما أضفى عليها شعرية جميلة تحيل على شيء من العجائبية.
الروائية فتحية ناصر أكدت أنها أحبت القصة كثيرًا وقالت: "شعرتُ أنها أعادتني طفلة".
القاصة والروائية شيماء الوطني، أشارت إلى نفس النقطة، وأنها قرأت القصة مرسومة في ذهنها، وأنها قرأتها بعيون الأطفال، إلا أنها وجدت أن بعض أفكار القصة بدت متشابكة، ورأت أنه من المهم إعادة ترتيبها. وذكرت أن فكرة سرقة الابتسامات والبحث عنها كانت كافية كقصة يمكن التوسع من خلالها دون الحاجة لإدخال تفاصيل أخرى.