العدد 4449
السبت 19 ديسمبر 2020
banner
ثقافة الاعتذار
السبت 19 ديسمبر 2020

من منا لا يخطئ، فالناس بطبعهم خطاؤون، لكن عدم إصلاح الخطأ بطريقة ما هو المشكل الذي ينبغي أن نقف عنده لنرى الأسباب التي تمنع الفرد من التصحيح عندما يدرك أنه مخطئ في حق أحدهم، أو يتبين له من الآخرين أنه على خطأ.


ويأتي تقديم المعذرة ليكون أحد الأفعال الإيجابية الملائمة لتصحيح ما يمكن تصحيحه مع الطرف أو الأطراف الأخرى، والاعتذار، رغم سهولة نطق الكلمة، شجاعة، فالمعتذر إنسان شجاع، أدرك خطأه، فدفعه قلبه الخير إلى القيام بفعل الاعتذار.


وليس الكثير من الناس يدركون أهمية الاعتذار وتأثيره على العلاقات الاجتماعية، خصوصا ممن يظنون الاعتذار ضعفاً، بل هو نبل في التصرف، في حال كان المعتذر صادقاً بما يقول ومقتنعا بما يفعل، ومسؤولا عن كلامه أمام من أساء إليه أو أضره بشيء. إن الاعتذار غير الصادق لا يعد كونه اعتذاراً؛ فهو وجه من وجوه الكذب، يراد به مآرب أخرى مثل تهدئة الأمور وقتياً، وعليه، فإنه لا فائدة ترجى منه.


كما أن للاعتذار المتأخر عواقب قد تكون وخيمة، ولعدم قدرة أي فرد أو جهة كانت على تقديم الاعتذار نتائج في الغالب سلبية، ولنا أن نتخيل حجم الفائدة الكبرى التي قد تعم على المجتمعات إذا ما كانت تدرك هذه الثقافة وأهميتها في تعزيز العلاقات والروابط الاجتماعية، مع التأكيد بالطبع على أن يكون الاعتذار متصفاً بالصدق - كما أسلفنا - لا كذوباً، يراد به غايات غير جيدة، وأن يحرص المخطئ على ألا يتكرر منه الخطأ أو الإساءة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية