أؤمن بمبدأ الصفحة الجديدة في كل أمور الحياة، فلا ليل مستمر، ولا نهار مشرق للأبد، لذلك يتعين علينا أن نطوع حياتنا وما نتعرض له، فلا خوف من التغيير أو تبدل الحال رغم أن أغلبنا يحب أن يبقى في بؤر الراحة التي سكنها لأطول وقت ممكن، إلا أن الظروف تحتم علينا أن نتغير ونتعايش مع ما حولنا من أحداث ومتغيرات.

إن إيماننا العميق بعدم تغير المشهد نابع من خوفنا من المستقبل وما قد يحمله لنا من متغيرات، حتى إن كانت كل الإشارات تلمح لنا بضرورة التغيير منذ زمن، إلا أن الأغلبية تفضل أن تبقى في دائرتها طوعا لأنها ببساطة اعتادت على ما حولها، وباعتقادي إن الوضع لا يتبدل سوى بتلقي صفعة قوية ترجعنا لا محالة إلى صوابنا لنتفكر في عمر مضى أو وقت هدر مع ظروف لا تتناسب وإمكانياتنا وحاجاتنا، لكننا كما أسلفت “نمشي اللعب” طواعية مع منطقة الراحة التي خلقناها في أذهاننا عبثا لنرضي أنفسنا ونستمر فيما نحن عليه فقط لخوفنا مما هو جديد وما هو بديل، وهذا هو حال البشر بل المجتمعات بأسرها التي تقاوم التغيير ثم ببساطة تنجرف معه وتسعد به.

ومضة: إحداهن اكتشفت خيانة زوجها لها، لم تكن غافلة كانت ترى المؤشرات لكنها لم تتوقع فظاعة المنظر ودناءة المستوى وحقارة البعض، لملمت شتاتها سريعا وغادرت، ليس هربا، إنما تستطيع أن تبدأ حياة جديدة دون خوف لأنها ببساطة أعطت كل ما تستطيع في هذه الزيجة فكانت زوجة وأما وصديقة وطبيبة نفسية تحاول أن تعالج كومة من الأمراض في شخص شريكها، والأهم من ذلك كله أنها راعت الله في حياتها كما أمرها دينها، لذلك قرار الرحيل لم يكن صعبا عليها فقد قدمت كل ما هو ممكن لمن لا يستحق وغادرت دون أدنى ندم فالبعض فراقه حياة، وصفحة لابد من تمزيقها من دفتر الذكريات بابتسامة يملؤها البرود والإيمان بقضاء الله وقدره.