+A
A-

خلدية آل خليفة: أشتري قصة جديدة يوميا لقرب المكتبة من بيتنا بالقضيبية

قالت د. خلدية بنت محمد بن خليفة آل خليفة بأن علاقتها بالقراءة بدأت منذ طفولتها.
وأضافت: "كانت والدتي رحمها الله حريصة على أن أشتري قصة جديدة في كل يوم جديد نظراً لوجود المكتبة بالقرب من منزلنا في منطقة القضيبية بالعاصمة المنامة".
يشار الى أن د. خلدية بنت محمد شاعرة وأستاذة للاعلام السياسي بكلية الآداب في جامعة البحرين. وفيما يأتي نص الحوار:

 

1. دكتورة علمتُ بِأَنَكِ تمتلكين عدة هوايات في مجال الأدب والإبداع ، حدثينا قليلاً عنهآ؟
بدأت علاقتي بالقراءة منذ طفولتي، فقد كانت والدتي رحمها الله حريصة على أن أشتري قصة جديدة في كل يوم جديد نظراً لوجود المكتبة بالقرب من منزلنا في منطقة القضيبية بالعاصمة المنامة.
ومع دخولي مرحلة الدراسة الاعدادية، بدأتُ مرحلة التعاطي مع القلم والقراءة الكتابة الأدبية بالتحديد، وتنوعت كتاباتي ما بين شعر وخواطر تعبر عن عمري الصغير.
 ومن ثم تطورت كتاباتي الشعرية مع بدايات المرحلة الجامعية، فمنها بدأت مشاركاتي وانتشاري في مختلف البوابات الصحفية الوطنية، وشاركت في الكثير من الأمسيات الشعرية داخل وخارج البلاد، وحصلت على الكثير من الجوائز والتكريم من مختلف الجهات الوطنية والاقليمية والعربية تباعاً.


2. أرى أنكِ أجتهدتي في كل من المجال الأكاديمي والشعري، فكيف أستطعتي التوفيق بينهما ؟
سأكون صادقة معك وأقول بأنني حاولت كثيراً التوفيق ما بين مهنتي وهوايتي التي تحولت بحد ذاتها لمهنة أخرى تتطلب مني مجهوداً آخراً بالتوازي مع عملي الرسمي، خصوصاً عندما تفرض عليّ الظروف ضرورة كتابة نصٍ ما لمناسبة معينة ولتاريخ معين.
ولكنني حرصت دائماً على أن تكون الأولوية لوظيفتي الأصلية وهي المجال الأكايمي نظراً لحجم المسؤوليات التدريسية والتنسيقية التي تأتي مع المهنة.
إنني أحاول التوفيق ما بين مهنتي وهواياتي بقدر الامكان، ولكنني أعترف بأن مهنتي ومتطلباتها تأخذ من وقتي الكثير لدرجة أنها تمنعني من ممارسة حياتي بأريحية واسترخاء.


3. لقد خضتِ مجال الإعلام السياسي واخترتيه ليكون مجالك التخصصي الدقيق، فما الذي دَفَعَكِ إِليه، وكيف رأيتيه من الجانب العملي؟
 لقد اخترت مجال الاعلام السياسي كتخصص دقيق نظراً لقلة الاخصائيين في بلادنا بهذا المجال، ولحاجتنا الوطنية الماسة لأدوات تدفع بالمجال السياسي والتنمية نحو الأمام وأهمها العلم والخبرة في هذا المجال.
ومن الجانب العملي، أرى بأن الاشتغال في هذا المجال يعطي الأخصائيين فرصة للبحث والنقد مما يدفع بنا جميعاً نحو طريق الحكمة والثبات.


4. لقد شاركتِ في بعض المؤتمرات والندوات العلمية والأدبية في عدد من الجامعات والمؤسسات الخليجية والعالمية، أذكريها وصفي لنا كيف كانت التجربة معها ؟
لا يمكنني ذكر جميع الفعاليات الأكاديمية والأدبية التي شاركت بها نظراً لكثرتها، ولكن يمكنني ذكر أهمها مثل المشاركة بأوراق في مؤتمرات تخص قضايا هامة مثل الارهاب والتطرف الديني ودراسات الحوكمة في جامعات مثل ريجينت كولج (لندن)، جامعة ساوثمبتون (ساوثمبتون – المملكة المتحدة)، جامعة فينيسيا الدولية (إيطاليا) وجامعة غرناطة (أسبانيا) ومؤسسات بحثية مختلفة حول العالم. ومثل هذه الفعاليات الأكاديمية تفتح للمثقفين فرصة الالتقاء مع مختلف الأخصائيين من جميع دول العالم، مما يفتح لنا مجال رحب للنقاش وتبادل وجهات النظر.
إننا بحاجة للمشاركة في مختلف الفعاليات التي تضمن لنا تواصل علمي مع جميع دول العالم وشعوبه، فذلك يعزز وجودنا على الخارطة الفكرية العالمية ويفتح لنا آفاقاً أرحب للتفاوض حول مختلف الآراء. ولا ننسى دور توثيق مشاركاتنا في صحف المؤتمرات، فهذا يعطي العالم مؤشراً بناءاً حول دورنا كأكاديميين من هذه المنطقة من العالم.
وأما على الصعيد الأدبي، فيمكن الرجوع لصفحتي في ويكيبيديا من أجل التعرف على أهم مشاركاتي الشعرية والأدبية خلال مسيرتي الأدبية، ولكن ما يجعلني أفتخر بمخرجاتي هو وصول صوتي لمناطق مختلفة بدءاً من الخليج إلى المحيط، مما يؤكد اجتهادي في التواصل مع مختلف الجهات الفكرية والأدبية بشكل إيجابي وبناء.


5. ماهي الصعوبات اللتي واجهتيها كونكِ خضتي التجربتين معاً فهذا يكلف الكثير من الوقت والجهد، وكيف تغلبتي على تلك الصعوبات؟
لعل المشكلة الأهم تكمن في توفير الوقت الكافي لكل مجال، وشبكة دار الأدباء الثقافية عبر الانترنت والذي قمت بتأسيسها والاشراف عليها لغاية توقفها في عام 2014م، كان نتيجة لعدم توفر الوقت الكافي لادارته، خصوصاً في عدم وجود الموارد البشرية اللازمة لادارته بجانبي.
 إن تعدد الاهتمامات يودي إلى الارهاق، خصوصاً إذا كانت مهنتك الرئيسية تأخذ حيزاً هائلاً من وقتك.


6. كيف رأيتي العَيش في المناطق الريفية .. وهل أثرت بكِ الغربة ؟
لقد ولدت في المنامة، وعشت بداية حياتي في منطقة القضيبية التي تشكل عصب العاصمة الرئيسي للثقافة والرياضة ومختلف الأنشطة الفكرية والفنية، ومن ثم انتقلنا لمنطقة ريفية، ويمكن القول بأن أسرتي كانت من أوائل الأسر التي تركت العاصمة للعيش خارجها، وأعترف بأن تركي لزميلات الدراسة والجيران قدأثر بي كثيراً، ولكنها مشيئة الله تعالى أن الأمور لا تبقى على ما هي عليه، وأن عجلة الحياة تستمر لنتعرف على أشياء جديدة بما فيها الناس والتجارب. ولكنني أحببت الريف وأحببت بساطة أهله، وأحببت الطبيعة وصرت أقرب إليها مما كنا عليه في العاصمة المنامة.
وأما عن العيش لسنوات خارج البلاد، فلابد وأن يترك أثراً على شخصية وسلوك الانسان، فالتعلم من العيش بحضارات أخرى يمنح الانسان فرصة لتعلم عادات وتقاليد الشعوب، اخلاقياتها والاختلافات ما بين الشرق والغرب.
كما أن الانسان يحتاج لأن يتحلى بالصبر لكي يعايش مختلف ظروف الاغتراب، كالاشتياق الشديد للبلاد والعائلة ولأمي رحمها الله التي لطالما وقفت بجانبي لشد أزري ودفعي لاكمال أي مسار أتخذه في حياتي.
وعزائي الجميل هو اتصال والدتي وأخي الكبير رحمهما الله بي من أجل الاطمئنان عليّ والوقوف بجانبي طوال تلك السنوات.


7. أخبرينآ قليلاً عن تأثركِ بالبيئة التي نشأتي فيها؟
أفتقد لأفراد عائلتي الذين رحلوا عن هذه الدنيا واحداً تلو الآخر، فقد تربيت وسط أسرة تتنوع ما بين الجدات التقليديات، والأمهات ومختلف الأعمار.
لقد نشأت في بيئة يمتزج فيها القديم مع الحديث، مما صنع بداخلي مزيجاً من الأفكار والمبادئ التقليدية والحديثة في آنٍ واحد، وأفتخر بأنني أصبحت ثمرة هذا البيت الذي تعلمت منه الكثير.


8. في الختام أريد معرفة ماهو سر نجاحك في الكثير من الانجازات وحصولك على الكثير من الشهادات التي تدل على تميُزكِ؟
أعتقد بأن أهم مفتاح أمتلكه في شخصيتي هو الصبر وأخذ الأمور بالتأني والاصرار، فلطالما نصحتني جدتي ووالدتي رحمهما الله على ضرورة العمل والتحلي بالصبر، ولطالما طالبني أخي الكبير رحمه الله على أهمية التحلي بالصبر والاعتماد على النفس في انجاز الأعمال.
ولا أنسى دور أخي الثاني رحمه الله في تطوير طموحاتي من خلال تأمل عمله الشخصي الدؤوب في مجال ريادة الأعمال، فقد قام بتأسيس الكثير من المشاريع الناجحة التي لطالما شدّت انتباهي وجعلت من أخي الأوسط قدوة أخرى لي.
جميع أفراد أسرتي كانوا يطالبونني بالعمل والصبر وعدم التوقف، جميع هذه الخصائص تحليت وتميزت بها، وأنصح كل انسان أن يتحلى بها ويسعى من خلال التشبث بها بتفاؤل مهما كانت الصعوبات، فالأشياء لا تتحقق بين يوم وليلة، وإنما بالصبر والعمل والاجتهاد.

 

مساهمة من:

فاطمة الدفاري

طالبة اعلام بجامعة البحرين