تخيل نفسك أنك عندما ترجع إلى الوطن بعد سفر طويل أملا في الراحة من لوعة الفراق ووعثاء السفر وتجد حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ماثلاً أمام عينك “أعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكآبَةِ الـمَنْظَرِ، وسُوءِ الـمُنْقَلَبِ فِي الـمَالِ والأهْلِ”، تفاجأ بأن هيئة الكهرباء والماء قطعت عنك الكهرباء بحجة تأخر الدفع، حيث إنهم أشعروك بالأمر بطريقة تخالف التوجهات إلى بيئة خضراء، بوضع إشعار على باب شقتك بوجوب الدفع، غافلين كل الفرضيات التي قد تذهب بهذه الوسيلة الورقية أدراج الرياح من عبث الأطفال أو غيرها من الأسباب، قد يحدث هذا رغم أنك من الملتزمين بالدفع طوال حياتك، وقد تسمع أن غيرك ينعم بالكهرباء رغم مرور أشهر دون دفع.

وتخيل أنك تتواصل معهم ليخبروك بوجوب الدفع أولاً.. وتقوم بذلك، ثم يخبروك بالانتظار بسبب أن اليوم “يوم عطلة أسبوعية” وعليك الانتظار للغد أو بعده، ضاربين بعرض الحائط دواعي الضرورة من حاجات الأطفال وربما كبار السن ممن هم بحاجة إلى الأوكسجين أو غيره.

لا ننكر أن هناك من يماطل في الدفع، لكن أن يطبق الأمر بطريقة تعد اليوم بدائية وهي الإشعارات الورقية فذلك يضع علامات استفهام كثيرة على سياسات بعض الهيئات التي تطبق حروف القوانين وتغفل روح القانون وتوجهات الدولة.

قلت في بداية المقال “تخيل”، ولكن أختم مقالي هذا بالقول إن هذه القصة حقيقية وتفاصيلها لدي لمن يطلبها من هيئة الكهرباء، لكن لي شرط هو أن تقوم الهيئة بالطلب عبر رسالة مكتوبة وترسل لعنواني من خلال سيارة لزيادة تلوث البيئة!.