المواقف الثابتة لمملكة البحرين تجاه كل القضايا العادلة إقليميًّا ودوليًّا وعالميًّا هي ركائز قوية أسهمت في أن يكون لبلادنا مكانتها المشهودة على خارطة العالم، ولتكن بين أيدينا وقفتان وموقفان يمثلان حدثان مهمان بالنسبة لنا في هذه الأرض الطيبة، ونحن في رحاب عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وفيهما تتجلى مسارات كبرى دون شك.

- الوقفة الأولى: في ترؤس جلالته اجتماع المجلس الأعلى للدفاع بحضور ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة حفظهما الله، محاور تستلزم التأمل وكلها تصب في رقي الوطن، ولعلّ استذكار مناقب فقيد الوطن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رحمه الله تعالى، ودوره الكبير في خدمة وطنه مملكة البحرين وحرصه على تعزيز نهضتها ورقيها ومساهماته القيمة وآرائه السديدة المثمرة في مجلس الدفاع الأعلى، يجسّد مضامين الوفاء التي نستلهم معانيها من قيادتنا، ذلك لأن المسيرة تتواصل ليعلو صرح الوطن، وها هي تتمثل في ثناء جلالة الملك على الجهود الكبيرة والمساعي المخلصة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس مجلس الوزراء حفظه الله في كافة المجالات، ولهذا فنحن كمواطنين، أمامنا الكثير من العمل، كل في موقعه، لنسهم أيضًا في تحقيق التطلعات يدًا بيد قيادتنا أيدها الله.

 محاور الاجتماع شملت الكثير من الجوانب ذات الأهمية منها حفظ حقوق الصيادين وجهود الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا، والدور والمسؤولية الإنسانية لأبناء البلد مع بدء حملة التطعيم، وعلى المستوى الإقليمي أعاد المجلس التأكيد على الموقف الثابت لمملكة البحرين في إنهاء الصراعات والنزاعات الإقليمية بالطرق السلمية، وهذا المحور يجسّد دور “البحرين” في استقرار وازدهار الشعوب، إلا أنه من الأهمية بمكان أن نتأمل النطق السامي لجلالة الملك رعاه الله، فيما يتعلق بالإنجاز المشرف في تاريخنا الوطني، والتطلع إلى مستقبل أكثر إشراقًا، فجلالة الملك يؤكد على الدوام أهمية تكامل وتضافر جهود الجميع من أجل الحفاظ على ما تحقق من مكتسبات والبناء عليها.

 إننا نلحظ منذ انطلاق المشروع الإصلاحي الكبير لجلالة العاهل، سدّد الله خطاه، منطلقات جديدة على كافة الأصعدة والمستويات، محليًّا وإقليميًّا وعالميًّا، والحق يقال، أن البحرين بقيادتها وشعبها، تمكّنت من التعامل مع تحديات كثيرة بحكمة واقتدار، وقدمت نموذجًا بلغ مداه في أن تكون مملكة البحرين مثالًا يحتذى به في تحقيق التطلعات والآمال، وبعون الله، تستمر المسيرة بكل إشراقاتها المشرفة.

- الوقفة الثانية: يمثل كتاب التهنئة من جلالة العاهل إلى سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء ركنًا في استلهام الرؤية لأسلوب ومنهج العمل من ناحية، وضمن إطار المفاهيم الكبرى للتعبير عن الاعتزاز والتقدير لجهود خدمة الوطن الغالي، وبالتأكيد، هناك الكثير من الدلالات والمعاني التي يتوجب علينا كمواطنين استلهامها من الكتاب الكريم تعدد ركائزها في تحمل المسؤولية وشرف خدمة الوطن، فقائد المسيرة - جلالة العاهل المفدى حفظه الله، منح هذا الوطن وشعبه الكثير، واليوم، تكبر الآمال التطلعات في وطن يمضي نحو المستقبل بكل ثقة واقتدار وجدارة.