العدد 4464
الأحد 03 يناير 2021
banner
المناحسة في الرزق
الأحد 03 يناير 2021

يشكو الكثير من أصحاب الأعمال التجارية، مشكلة تقليد المشروع وبنفس المكان، وهي ظاهرة تبدأ فوراً بعد أن يفتح أحدهم مشروعاً جديداً يحمل نكهة ربحية أو قبولا من الزبائن، حيث يتفاجأ بعدها بفترة قصيرة بفتح مشاريع شبيهة له من آخرين، بنفس المنطقة والمكان، وكأن هناك من يتربص بتحركاته لكي يفعل مثله.

هذا التقليد التجاري المُدمر، بات لا يرحم اليوم حتى المحلات الصغيرة من المنافسة الشرسة، وبمفهوم يتخطى المنافسة التجارية لأسباب لا تخرج عن الحسد، وعدم محاولة بذل الجهد للخروج بأفكار تجارية جديدة، إنما اختيار طرق “الشورت كات” لتحقيق الربح بناء على تعب غيره، هذه الحالة الغريبة والمتكررة منذ فترة طويلة، والتي أدت إلى تكدس عشرات المحلات المتشابهة في شارع واحد، وفي حي واحد، وفي مجمع واحد، وصلت اليوم حتى لباعة “الحب والسمبل” في الشوارع الصغيرة التي تشبعت بهم، بتباعد فيما بينهم لا يزيد عن الأمتار القليلة.

المناحسة في الرزق ظاهرة سيئة جداً، وتتطلب إعادة النظر من قبل الجهات المختصة والتي تمنح رخص العمل لهم، بحيث تكون هناك رؤية واضحة لعدد المحلات ونوعها في كل منطقة وفقاً لعدد السكان، والحاجة الفعلية لها، وليس فتح الأبواب على مصاريعها لكل من هب ودب.

يضاف إلى ذلك، واقع الأجانب الذين أكلوا السوق البحريني أكلاً، وجعلوا التاجر البحريني فيه كالغريب، وفاقد الحيلة، حيث أصبح عاجزاً عن منافستهم بالتسويق والأسعار وحتى جودة الخدمات، لأسباب تتخطى المنافسة إلى محاولة ابتلاع السوق نفسه، وكنت قد اشتريت قبل أيام من أحد المحلات المعروفة عددا من مستلزمات الطفل الرضيع، وكانت لافتة لي ضخامة المحل وتنوع البضائع، وجودتها، وحينما تحدثت للعامل عن ذلك، بأن صاحب العمل – آسيوي - يمتلك عشرة محلات تبيع نفس السلع بأماكن مختلفة، وأنه يتعاون مع نظرائه الآخرين والذين يعملون في المجالات التجارية الأخرى، من حيث الاستدانة وتسهيل المعاملة فيما بينهم، وحتى بتبادل العلاقات والتسويق.

يحدث هذا، ونحن نرى بالمقابل من ينافس باعة “الحب والسمبل” المساكين، وهو يمتلك سيارة دفع رباعي فارهة جديدة، ويكلف خدامته بالجلوس على ناصية الشارع لتقديم خدمات البيع حتى ساعات متأخرة من اليوم.. واقع مُر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية